العربیه

العراق في محاربة الفساد وداعش

العراق منهك في محاربة الفساد وداعش

بين الحرب على داعش في العراق، والحرب على الفساد لا تبدو في المشهد العام مشتركات وتقاطعات، لا هذه تؤثر على تلك ولا الثانية تعيق الأولى. هكذا لن تتوقف المعارك لتفسح المجال لمعركة الداخل كما أن قرار المواجهة الداخلي لم تصده أولويات الجبهة التي ينظر إليها العراقيون على أنها حربهم الوجودية والمصيرية ضد الإرهاب.

حيدر العبادي

يقول قائل إن سبب الحرب التي يخوضها العراق اليوم على داعش كان في بعض عناصره الفساد المستشري منذ يوم سقوط بغداد في العام 2003 إبان الغزو الأميركي. أصحاب هذه النظرية يعتقدون أن تحصين الجبهة الداخلية وإجتثاث أسباب وعوامل إنهيار الدولة سيساهم دون أدنى شك في بناء جدار ثقة سميك يحصن المجتمع العراقي في مواجهة محاولات خارجية، إقليمية ودولية، لإستغلال ما كان داعش قد إستغله في وقت سابق لإنجاح غزوتي الموصل والأنبار. لكن وجهة نظر أخرى لا زالت متشككة من منطلقات الحملة التي أطلقها رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، هؤلاء يتهمون العبادي بالتنسيق مع جهات خارجية في محاولة لإحراج مجموعة من الرموز العراقية تمهيداً لإخراجهم. من ينظرون لهذا الرأي يحذرون من أن المرحلة الثانية ستتعرض للحرب على داعش، أو على الأقل للجهات الفاعلة في هذه الحرب.

لكن العبادي يبدو غير آبه بكل ما يحكى من حوله، يسير متحصناً بغطاء المرجعية الذي كان بالنسبة إليه الضوء الأخضر الذي كان ينتظره للانطلاق في مشروعه. هي المرجعية عينها التي أطلقت الحشد الشعبي وسهلت معركته ضد داعش في الميدان لذا فجزء وازن من الشارع العراقي على اختلافه ينظر للخطوة بعين التفاؤل والترقب، فالطريق تماماً كالمعركة ضد داعش، شائك ويحتمل المطبات، لذا فالحذر ضروري.

Author

Exit mobile version