بدا واضحا، من خلال تصريحات المسؤولين العراقيين يوم أمس، أن العمل جار على قدم وساق استعدادا لعملية تحرير الموصل، بالتوافق بين الجيش العراقي النظامي وقوات البشمركة والعشائر والقوات التي دربتها الولايات المتحدة، في وقت طفا الى السطع ما يظهر أنه خلاف بين القادة العراقيين حول غرفة التنسيق الرباعية، مع اعلان رئيس البرلمان سليم الجبوري ان السلطة التشريعية وحدها هي التي تقرر التحالفات مع الخارج، بطلب من الحكومة التي لم ترسل بعد أي مذكرة بهذا الخصوص.
وبينما يجري الترويج لأن القوات المشتركة أصبحت على بعد كيلومتر واحد من مركز مدينة الرمادي، كان منسق التحالف الدولي جون آلن والسفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز يواصلان جولاتهما على المسؤولين العراقيين. وقد التقيا أمس وزيري الدفاع خالد العبيدي والخارجية إبراهيم الجعفري.
وخلال استقباله آلن وجونز، أكد العبيدي أن عصابات «داعش» «في حالة انهيار كامل»، موضحاً أن «تحرير مدينة الرمادي بات قريباً».
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع، فقد شدد العبيدي على أن «الرمادي وأهلها مع سائر العراقيين على موعد مع النصر القريب». وأشار إلى أن «هناك خطة متكاملة جرى إعدادها لمرحلة ما بعد تحرير الرمادي تتضمن آليات مسك الأرض، فضلاً عن تقديم الخدمات الأساسية لأهالي المنطقة»، لافتاً إلى أن «مجرى العمليات سينطلق، بعد ذلك، لتحرير باقي مدن العراق التي دنسها الدواعش وحتى تحرير كامل التراب العراقي».
العبيدي استقبل كذلك رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان لاهور شيخ جنكي، وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تنسيقاً عالياً مع البشمركة لدحر «داعش».
وأكد وزير الدفاع العراقي أن «البشمركة جزء من منظومة الدفاع العراقية»، مشدداً على «ضرورة تفعيل آليات التنسيق والتعاون المشترك، وخصوصاً مع بدء الاستعدادات القتالية لعمليات تحرير نينوى»، كما أوضح أن «قادم الأيام ستشهد تنسيقاً عالي المستوى لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة ودحر التنظيمات الإرهابية عن كل أرض العراق».
في هذا المجال، أعلن محافظ نينوى نوفل حمادي السلطاني، أن القوات البرية العراقية «أعدت خطة من أجل عملية تحرير مدينة الموصل»، ولكنه استدرك مع ذلك أنه «ليست هناك خطة متفق عليها بعد، لكني تحدثت مع قائد القوات البرية العراقية، رياض جلال توفيق، وأبلغني أنه في أربيل وأنهم أعدوا خطة لتحرير الموصل».
وعن مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في العملية، قال السلطاني إن «هناك جيش البلاد، إضافة إلى 6 آلاف مقاتل مدربين. وهناك أيضاً قوات البشمركة والعشائر»، مضيفاً أنه «إذا لم يكفِ هؤلاء فسنطلب المساعدة»، من «الحشد الشعبي».
كما لفت إلى أنه سيلتقي رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الدفاع خالد العبيدي، الاثنين المقبل في بغداد، لتناول عملية تحرير الموصل والاستعدادات الجارية من أجلها.
وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أشار بدوره، خلال استقباله مسنق «التحالف الدولي» جون آلن، إلى أنه «جرت مناقشة إنشاء التحالف الرباعي المكوّن من العراق وسوريا وإيران وروسيا، وأثره على الحرب ضد الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار للعراق وعموم المنطقة والعالم».