العربیه

العراق.. إلى متى انتظار الوعود بالاصلاحات وسط تناقضات وفساد داخل البيت!؟

على مدار السنوات الماضية والتناقضات في مواقف التيار الصدري كبيرة في العراق تحت قيادة زعيمها مقتدى الصدر، من تحالف إلى نقيضه ومن قتال القوات الأمريكية بعد احتلالها العراق ودعم الحلفاء في الولايات المتحدة، ومن كسب مقعد والمشاركة في حكومة المالكي وبعدها المطالبة برحيله. والآن اعتراضاته على حكومة حيدر العبادي ومطالبته بتقديم الاصلاحات وإجراء تعديلات في القانون ومزاعمه بالقضاء على الفساد.

 

تزايدت في الفترة الأخيرة مزاعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمساعيه للقضاء على الفساد ومطالبة مناصريه من الشعب العراقي بالتظاهرات في الميادين العراقية وسط العاصمة بغداد.

في البداية كان صوته مسموعاً وحاضراً لدى الكثير من مناصريه وأتباعه حتى أن أحد التجمعات والتظاهرات التي قام بها أنصاره انتهت بأعمال شغب واقتحام مركز البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وقاموا بعمليات تخريب كبيرة في المركز، مع العلم أن جميع هذه التداعيات والأحداث التي تحدث في العراق وخصوصاً من جانب أنصار التيار الصدري قد توقع العراق بنزاعات كبيرة وخلافات سياسية داخلية، مع العلم أن هذه الخلافات قائمة منذ مدة بين الأحزاب السياسية وأنصارهم حتى.

في آخر مظاهرة بتاريخ 15/يوليو حيث طالب أنصاره بتظاهرة مهيبة في ساحة التحرير، على أن تكون دون مسميات أو هتافات، وقد ردد المتظاهرون هتافات غاضبة بأن وقت القضاء على الفساد قد حان، وذلك بعد رحيل مقتدى الصدر ساحة التحرير حيث تواجد معهم بداية التجمع، ومن ثم بددء المتظاهرون بالانسحاب مباشرة بعد رحيل زعيمهم.

ردود الفعل التي قام بها المتظاهرون دليل على استياءهم من استمرار وازدياد وعود الصدر بالقضاء على الفساد والقيام بإجراءات لتغيير جذري داخل الحكومة والنهوض بعراق جديد، ولكن دون أي تطور على الأمر. فالشعب العراقي الآن يتسائل إلى أين ستذهب هذه العاصفة التي قام بها الزعيم مقتدى الصدر وما الذي سيحصل ويتحسن، وما هي الخطة التي سيقدمها الصدر للقضاء على الفساد المنتشر بالحكومة؟.

فمنذ أن بدء الزعيم مقتدى الصدر بحملته هذه والأمور تزداد سوءاً والخلافات بين الأحزاب السيباسية متواجدة حتى هذه اللحظة داخل البرلمان منذ مطلع مارس الماضي.

أمور أخرى أدت إلى استياء أنصار الصدر ونفوذ صبرهم من وعوده المتتالية منذ عدة أشهر والتي تتمثل بالخلافات التي دارت بينهم وبين حلفاءهم أنفسهم مثل خلافاته مع المالكي بعد أن كان أحد مؤيديه أثناء فترة توليه رئاسة الحكومة العراقية، وبداية الخلاف كان بعد زيارة رئيس الحكومة آنذاك نوري المالكي لواشنطن حيث أصدر مكتب الصدر بياناُ انتقد فيه زيارة المالكي معتبراً أنه استغاث بأمريكا التي أوصلت العراق إلى حافة الهاوية دون شركائه في العملية السياسية، والتي اعتبرها المالكي إساءات متعمدة وكاذبة.

كما أن الخلافات التي نشبت بين مقتدى الصدر وقيس الخزعلي التي أدت إلى انفصال تام بين التيار الصدري والخط الصدري وانتهت بانفصال عصائب أهل الحق عنها، وانشقاق قيس الخزعلي عن مقتدى الصدر والذي أكد على أن أسباب الخلاف والانفصال كانت هي اختلافات بالرأي بينه وبين الصدر مما أدى إلى سوء العلاقة بين الطرفين.

مثل هذه الخلافات التي نشبت داخل البيت الصدري لها تأثير سلبي على الشعب العراقي، فالشعب العراقي يتساءل ما إذا كان زعماء أحزابهم الساية أنفسهم غير قادرين على حل خلافاتهم والوقوف جنباً إلى جنب، كيف يريدون أن يقودوا شعب ويقضون على الفساد وينهضون بحكومة جديدة تنتشل العراق من الهاوية والنزاعات التي تدور منذ مدة، فبعد كل هذا ما زال الشعب يتساءل إلى متى يجب علينا الانتظار؟

Author

Exit mobile version