الطريق طويلة للوصول إلى خريطة طريق للسلام في أفغانستان

12 يناير 2016

 

إنتهت الجولة الأولى من المفاوضات الرباعية للتوصل إلى خريطة طريق لإحياء عملية السلام التي عقدت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد بإصدار بيان إعلامي يتيم.

وقد إتفق المشاركين (مثل أفغانستان حكمت خليل كرزاي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وإعزاز احمد تشودري وكيل وزارة الخارجية الباكستانية؛ ومن الجانب الأمريكي حضر ريتشارد اولسن مبعوث الرئيس أوباما الخاص إلى أفغانستان وباكستان، أما الصين فمثلها دينغ شي جون المبعوث الصيني الخاص إلى أفغانستان) على عقد جولة أخرى من المحادثات الأسبوع المقبل في كابول.

7

وأكد البيان الختامي الصادر عن اللجنة الرباعية على الوفاء بالتزامات مؤتمر قلب آسيا وتسهيل عملية السلام والمصالحة الوطنية التي تقودها أفغانستان وأهمية إنهاء الحرب في البلاد، وضرورة لاجراء محادثات مباشرة مع ممثلين عن حركة طالبان الأفغانية وتقييم فرص السلام بأفغانستان.

ورغم التفاؤل الكبير حول عقد هذه الجولة، فإنه لم يتمخض عنها قرارات هامة حول موعد إنطلاق محادثات السلام، او تحديد أي من أجنحة حركة طالبان لاجراء محادثات سلام معها فضلا عن فشلها في رسم خريطة طريق للسلام المنشود؛ بمعنى أن كافة الأطراف إكتفت بالتأكيد على الثوابت التي كانت تؤكد عليها في السابق.

في نفس الوقت، وفي بداية اللقاء، طالب سرتاج عزيز، مستشار وزارة الأمن القومي والشؤون الخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني بتقديم “حوافز” إلى طالبان وذرع بذور “الثقة” مع الحركة.

هو قال بإن من أجل تحقيق خارطة الطريق للسلام، لا بد من أخذ تلك الأمور بعين الاعتبار من قبل المشاركين.

ولكن الآن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي ينبغي أن يوفر عناصر الثقة لطالبان وأي نوع من الحوافز يجب أن تقدم لهم حتى يتم تحفيزهم للجلوس على طاولة الحوار!؟

يأتي هذا فيما عبرت الحكومة الافغانية مرارا وتكراراً بأنه لن يتم تقديم حوافز لأي من جماعات المعارضة في محادثات السلام، والمجموعات اللذين ليسوا على استعداد للحوار سيتم التعامل معها عبر الطرق العسكرية.

وتقول حكومة كابول بانه يتعين على جميع مجموعات المعارضة المسلحة حضور محادثات السلام دون شروط مسبقة؛ ما يتناقض تماماً مع مطالبات السيد سرتاج عزيز ما يؤكد إختلاف وجهات النظر والمصالح لدى الأطراف المشاركة خاصة إسلام آباد و كابول.

ويبدو أن حجم الإختلافات “الكبيرة جدا” الذي بدى جلياً في إنطلاق هذه المحادثات يمكن أن يلحق أضراراً جسيمة بمحادثات السلام والمفاوضات الرباعية ويدخلها في أزمة جديدة.

وفي طريق بناء الثقة وإعطاء حوافز لحركة طالبان يبدو أن باكستان عل علم بـ “نوايا” طالبان وهي تطمح إلى تحقيق مصالحها القومية عبر طرح هذه القضايا.

ورغم أن الغرض الرئيسي من المحادثات التي وصلت إلى طريق مسدود بعد إعلان وفاة زعيم حركة طالبان الملا عمر إرساء السلام والاستقرار في أفغانستان وأجزاء من الجانب الآخر من خط دوراند (داخل باكستان) إلا أن تصريحات عزيز أحدث نوعاً من البلبة حول الأهداف الحقيقة للأمر برمته.

وهناك غموض ومخاوف جدية لدى المواطنين والحكومة الأفغانية فيما إذا كانت إسلام آباد تريد منح حوافز إلى جماعة طالبان من أجل الإنضمام إلى عملية السلام أودعم الحركة من أجل مصالحهم الخاصة الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلباً ويهدد المصالح القومية الأفغانية.

على صعيد آخر فإنه وبعد تأكد وفاة الملا عمر فغن طالبان قد إنقسمت إلى عدة أجنحة ينشط كل منها على قسم محدد في أفغانستان ولديها أجندات وأهداف مختلفة وهذا سيؤثر سلباً على إطالة أمد التوصل إلى خريطة طريق لعملية السلام في البلاد، فحتى الآن من غير المعروف أي تلك الجماعات راغبة بالجلوس على طاول الحوار للتفاوض.

والبيان الختامي للمحادثات الرباعية لم يتطرق إلى اسماء المجموعات التي ترغب بالحوار، كما أنه من غير الواضح إذا كان هذا الأمر سيتضح خلال الجولة الثانية من المحادثات او أنها ستبقى في إطار الثوابت والتأكيدات الإعلامية فحسب.

في جميع الأحوال لايسعنا إلا إنتظار الدور المقبل من الحوارات وأن نرى نجاعة منح التحفيزات و الثقة إلى المعارضة هل تصب في مصلحة البلاد أو أن المفاوضات ستفشل كما في السابق.

وهنا لابد من التأكيد على أن الوصول إلى خريطة طريق للسلام يتطلب قوة وإستقرار الأهداف التي تضعها الحكومة نصب أعينها في سعيها لتأمين مصالح شعبها الذي بات الضحية الوحيدة للعنف الذي يعصف بالبلاد.

Author

أفغانستان

باكستان

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.