السودان وغياب “دينامو” الثورات!

15 نوفمبر 2016

أهم عامل لقيام الثورات هو وجود الملهم أو القائد الذي يحرك الشعب ليثور، ويثور الشعب من أجل أن يسلمه زمام الأمور بعد الإطاحة بالنظام القائم. لماذا لا يحذو الشعب السوداني حذو جيرانه ويثور على حكومته المستبدة؟ يتبادر هذا السؤال على أذهان جميع المتابعين للشأن السوداني، وللإجابة عليه نقوم بتحليل بعض أسباب قيام الثورات في المنطقة.

أولاً: عدم وجود المُلهم “القائد”: أهم عامل لقيام الثورات هو وجود الملهم أو القائد الذي يحرك الشعب ليثور، ويثور الشعب من أجل أن يسلمه زمام الأمور بعد الإطاحة بالنظام القائم. والمتابع للشأن السوداني لا يرى شخصاً جديراً يمكنه أن يحكم البلاد ويخرجها إلى بر الأمان. بل أنّك عندما تسأل أي شخص حول أسباب عدم خروجه يجيبك بعفوية تامة (عشان نسلمها لمنو!).

الحكومة السودانية فطنت لهذه المسألة فسعت لإضعاف المعارضين ونعتهم بأسوأ الصفات وإظهار جوانبهم السيئة، حتى ترسّخ في ذهن المواطنين أنّ المعارضين مرتزقة مثل الحاكمين ولا خير في هذا ولا ذاك و”الجنّ القديم ولا الجنّ الجديد”. ولا ننسى أنّ المعارضين أنفسهم ساعدوا الحكومة في تحقيق مبتغاها بصراعاتهم فيما بينهم وفشلهم في تنفيذ الديمقراطية كما حدث في صراع “جبريل” و”عقار” حول رئاسة “الجبهة الثورية” و”غازي” و”الطيب مصطفى” في رئاسة تحالف “قوى المستقبل للتغيير”. بل أنّ بعضهم أصبح تاجر حرب يحارب في دول الجوار.

ثانياً: عدم وجود داعم “مُموِّل”: ربما لاحظ المتابع لثورات الربيع العربي وخصوصاً الثورات التي شهدتها مصر أنّ هذه الثورات كانت ترعاها وتقف خلفها دولاً عدة، وقدمت هذه الدول الدعم المادي واللوجستي “الإعلام” لإنجاح هذه الثورات. حيث دعمت قطر ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام “مبارك” وتكفلت السعودية والإمارات بدعم ثورة 30 يونيو التي أطاحت بـ”مرسي” وذكر أحد الزملاء المصريين أنّ الثوار في مصر كانوا منظمين وكان لكل فئة برنامج ونظام خاص يشمل عدداً من الأفراد بحيث يعلم كل فرد متى وكيف يأتي الى الميدان وأين يقف ومتى يغادر الى منزله بل من أين يحصل على “نثرية” مرابطته في الميادين وقوت أهله. الحكومة السودانية فطنت أيضاً لهذه المسألة ولذلك سعت لكسب وُد الدول المشهورة برعاية الثورات وإسقاط الأنظمة التي تخالفها. ولا يخفى علينا أنّ لدول المنطقة المقتدرة مالياً أطماعاً في السودان إلا أنَ هذه الأطماع ليست بالدرجة التي تجعلها تصرف وتخسر مليارات الدولارات من أجل إسقاط النظام القائم وتنصيب نظام آخر بديلاً له يقوم بتلبية طلباتها وتنفيذ أهدافها.

ثالثاً: بطش السلطات: الحكومة السودانية وأجهزتها الأمنية لا تتورع البتة في إستخدام القوة المطلقة وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، لذلك يخشى المواطنون من الخروج خوفاً على حياتهم. كما أنّ الجيش السوداني يعتبر جزءاً أصيلاً من المنظومة الحاكمة ويستحيل خروجه عليها ووقوفه إلى جانب الشعب، ويكفي أنّ قائده الأعلى هو رأس النظام.

Author

الثورات

الربيع العربي

السودان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.