الحرب الناعمة في بغداد والحرب الصلبة في الموصل

24 أكتوبر 2016

يعد اقامة المؤتمر التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في بغداد انتصارا على جبهة الحرب الناعمة لعدة إعتبارات، سيما وتزامنا مع هذه الأيام حققت القوات العراقية انتصارات مهمة على جبهة الحرب الصلبة حيث أصبحت القوات العراقية على مشارف الموصل مما يعطي تزامن الإنتصارين في الجبهتين أهمية بالغة لهما في ظل الظروف الراهنة وذلك بسبب أن الموصل تعد المدينة المركزية للإرهاب الداعشي وسيتلقى داعش من تحرير الموصل صفعة كبيرة جدا، شأنها أن تعبد الطريق للقضاء على داعش والجماعات الإرهابية بالعراق وسوريا وكل المنطقة.

عانت الأمتين الإيرانية والعراقية على عهد فرعون العراق المقبور الكثير من الويلات جراء الحرب التي أشعلها صدام بين البلدين لكن بعد تلك الحقبة الزمنية انطوت صفحة جديدة في العلاقات الإيرانية – العراقية مما أدى إلى التوسع فيها على كل الأصعدة ولعل أهمها اليوم العسكرية والأمنية حيث لعب الجنرال الإيراني قاسم سليماني دورا مهما في مساعدة ومساندة العراق شعبا وحكومة وأصبح يعترف بتأثيره الصديق والعدو. ما نشهده اليوم في العالم الإسلامي ألا وهو حربا شاملة مفتوحة على جميع الجبهات ضد الشعوب المقاومة والمقارعة للإستكبار العالمي وهذا ما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء عليه عبر مخططاتها ومشاريعها الخبيثة لشعوب منطقة غرب آسيا ولعل أبرزها السيناريوه والمشروع الذي تحدثت عنه لأول مرة في يونيو 2006 وقتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة “كوندوليزا رايس”في تل أبيب عند زيارتها للكيان العدو الصهيوني حيث صرحت بضرورة ايجاد “شرق أوسط جديد” يبنى على مبدأ تفكيك وإعادة تجميع دول المنطقة على أسس قومية و دينية وطائفية.

يرمي هذا المشروع “الأنجلوصهيوأمريكي” للقضاء على كل دول المنطقة شعبا وسيادة وحكومة وجغرافية وإعادة تركيبها حسب مصالح ورغبات واستراتيجيات أمريكا وبريطانيا والصهاينة المستقبلية ولذلك دعت رايس وقتها إلى انتشار ما سمته بـ”الفوضى الخلاقة” في المنطقة حيث من شأن هذه الفوضى أن تنشر العنف والإقتتال وانعدام الأمن في كل دول المنطقة وبينها، حيث تذهب دول المنطقة نحو شفا جرف الإنهيار بعد زعزعة الأمن في كل منها وذلك بهدف تمكن الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل من القضاء على قلب وقالب دول المنطقة الحاليين واعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد وفقا لأهدافهم الجيوستراتيجية المستقبلية.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد وفي السياق قام الجنرال الامريكي “رالف بيترز” والذي كان وقتها رئيس وكالة إستخبارات الدفاع التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية بالنيابة بنشر خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه رايس، في مجلة القوات المسلحة الأمريكية ودعا لخلق “حدودا دامية” بين دول المنطقة وذلك بهدف وصول الإدارة الأمريكية لمبتغاها في الشرق الأوسط وإعادة هيكيلة المنطقة حسب تطلعاتها ومصالحها واستراتيجياتها بخلق دول وبلدان جديدة تحل محل الدول والبلدان الحالية عبر تقسيمها و تفتيتها على أسس عرقية و دينية و طائفية.

ما أسلفناه يكشف عن كواليس ما يجري في المنطقة من معاناة وويلات جراء المشروع الإستعماري الأمريكي الحديث والذي يهدف لتفتيت المنطقة وبلدانها والذي لايرى رادعا له غير تيار المقاومة الإسلامية التي تكافح هذا المشروع المشؤوم بكل ما تملك على جميع الاصعدة ومختلف الجبهات.

المقاومة الإسلامية التي على الرغم من قلة عددها بالنسبة للقوات العدو على جميع الجبهات هي تمثل قول الله تبارك وتعالى حيث يقول:”كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة” وهذا ما وعد الله المؤمنين به ووعد الله حق وصدق.

لذلك يُقيَّمْ مؤتمر بغداد التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية انتصارا سياسيا مهما في الوقت الراهن على صعيد الحرب الناعمة بجانب التطورات الميدانية العسكرية على صعيد الحرب الصلبة وهذا يعني أن توازن القوى في العراق تغيرت لصالح قوى المقاومة ويبدو أن الإرهاب الداعشي واعوانه سيتلقون ضربة أساسية في هيكليتهم، من شأنها أن تبشر بالقضاء على الإرهاب في العراق والمنطقة بأكملها.

Author

العراق

الموصل

بغداد

داع

داعش


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.