كما كان منتظراً، أنهى الجيش السوري، أمس، عمليات فتح طريق خناصر بعد سيطرته على التلال الثلاث التي كانت متبقية وعلى قرية مراغة الإستراتيجية بين خناصر وأثريا، الأمر الذي فتح طريق خناصر الذي يمثل «شريان الحياة» الوحيد لمدينة حلب وطريق الإمداد الاستراتيجي للمدينة، في حين حاول تنظيم «داعش» الالتفاف على الطريق بشن هجوم عنيف على محور الشيخ هلال في ريف حماه، حيث دارت اشتباكات عنيفة.
الى ذلك، زار وفد أممي حي الوعر الحمصي الذي يحاصره الجيش، في محاولة لإحياء الهدنة المتعلقة بالحي الذي يمثل المعقل الأخير للمسلحين في مدينة حمص، ما يفتح الباب لبحث إمكانية إخراج المسلحين منه، خصوصاً بعد أن ضيق الجيش السوري الخناق على مسلحي الحي إثر عملياته الأخيرة في ريف حمص الشمالي.6
وأكد مصدر عسكري، خلال حديثه إلى «السفير»، أن قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، تقوم بعمليات تمشيط لطريق خناصر وتأمين لمحيطه بعمق نحو 10 كيلومترات وتفكيك العبوات التي زرعها مسلحو «داعش» تمهيداً لافتتاحه وتسيير الرحلات عليه، موضحاً أن «مسلحي التنظيم تركوا عشرات العبوات الناسفة التي تقوم وحدة الهندسة العسكرية بتفكيكها».
وقال مصدر حكومي أنه وفور سيطرة قوات الجيش السوري على الطريق بشكل كامل، تم تسيير قافلة مواد غذائية لمدينة حلب تحتوي المواد التي كانت تعاني المدينة من نقصها بسبب الحصار الذي استمر 13 يوما. وقال مصدر مرافق للقافلة، لـ «السفير»، إن القافلة تضم «خضروات ومواد غذائية تحتاجها المدينة».
وفور وصول نبأ فتح طريق خناصر شهدت الأسعار في المدينة انخفاضاً كبيراً، خصوصاً في المواد الغذائية، التي ارتفع سعرها أكثر من أربعة أضعاف. وفي وقت بدأ فيه سكان المدينة يتنفسون الصعداء بعد فتح الطريق، ما زالت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي ترافقت مع انقطاع الطريق تؤرق السكان، لتعيش المدينة في ظلام دامس لليوم الثاني عشر على التوالي، من دون أي تحرك جدي لحل هذه المشكلة. ويترافق انقطاع التيار الكهربائي بتوقف مضخات مياه الشرب، الأمر الذي أدخل المدينة في أزمة مياه شرب أيضاً.
وتأتي هذه التطورات في وقت تقترب فيه قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها من فك الحصار عن مطار كويرس العسكري شمال مدينة حلب، بعد أن تمكنت قوات الجيش من اختراق تحصينات تنظيم «داعش» في قرية الشيخ أحمد التي تبعد أقل من 3 كيلومترات عن المطار المحاصر منذ نحو ثلاثة أعوام، في حين تتابع قوات الجيش السوري تمهيدها المدفعي والجوي لاستكمال عمليات الريف الجنوبي واختراق قرية الحاضر الإستراتيجية التي تفتح الباب للوصول إلى منطقة الزربة في الجنوب الغربي للمدينة، ما يعني تأمين مدخل طريق حلب ـ دمشق الدولي نحو مدينة حلب.
وفي حمص، زار وفد أممي يضم سفير الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو ومساعده محمد الخفاجي ورئيسة المكتب السياسي للمبعوث الدولي في سوريا خولة مطر حي الوعر الحمصي، الذي يعتبر آخر معاقل الفصائل المسلحة في مدينة حمص والذي يفرض الجيش السوري حصاراً عليه.
وقال مصدر متابع لملف الحي، لـ«السفير»، أن الهدف المعلن لزيارة الوفد هو بحث المساعدات الغذائية واستكمال الهدنة، في حين أن الهدف الحقيقي يتمثل ببحث إمكانية خروج المسلحين من الحي، خصوصا بعد أن ضيق الجيش السوري الخناق عليهم بعد اطلاقه عملية عسكرية في الريف الشمالي ما زاد من الخناق على الفصائل الموجودة داخله.
وبدأت قوات الجيش السوري قبل نحو أسبوعين عملية عسكرية واسعة في ريف حمص الشمالي، تمكنت خلالها من السيطرة على قرى عدة، أبرزها الدوير المحاذية للدار الكبيرة الأمر الذي زاد من الضغط على الفصائل الموجودة داخل حي الوعر، والتي ستنقطع بشكل نهائي عن العالم الخارجي في حال اقتحمت قوات الجيش السوري الدار الكبيرة. وبحسب مصدر ميداني، تحدث إلى «السفير»، فإن تقدم الجيش السوري على هذا المحور تحديداً دفع الفصائل الموجودة داخل الحي لبحث إمكانية وفرص إخلاء الوعر والخروج منه.
وفي ريف حماه الشمالي، بدأت قوات الجيش السوري شن عملية عسكرية لاستعادة نقاط عدة كانت قد انسحبت منها إثر هجوم عنيف شنته الفصائل المتشددة. وذكر مصدر عسكري أن قوات الجيش السوري بدأت عملية لاستعادة تل عثمان والبانة، في وقت تتواصل فيه المعارك على محور مورك من دون أي تغيير في خريطة السيطرة.
وفي مدينة الرقة شمال سوريا، ذكر مصدر أهلي أن طائرات حربية روسية شنت سلسلة غارات عنيفة على المدينة، وصل عددها إلى نحو 40 غارة، استهدفت مراكز «داعش»، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من مسلحي التنظيم، من دون وجود رقم دقيق لعدد القتلى بسبب تكتم التنظيم، ومنع اقتراب المواطنين من مراكزه الطبية.
وفي ريف دمشق، تتابع قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها العملية العسكرية التي بدأها الجيش على أطراف مدينة داريا من جهة صحنايا. وذكر مصدر ميداني أن قوات الجيش السوري تتقدم ببطء على هذا المحور وتمكنت من السيطرة على محطة الأمان بالله على الطريق الدولي دمشق ـ حمص من جهة مدينة حرستا، في حين كثفت الفصائل المسلحة استهدافها لصحنايا بالقذائف في محاولة لعرقلة العملية العسكرية، الأمر الذي دفع قوات الجيش السوري إلى إغلاق طريق صحنايا الجديدة، في حين قتل مواطن وأصيب 10 إثر سقوط أكثر من 20 قذيفة هاون على ضاحية الأسد قرب العاصمة.