الجيش في سوريا جبهات على كل الجهات
الجبهات المتعددة التي يخوضها الجيش السوري امتدت أخيراً إلى الجنوب، مع تصعيد يطال كلاً من درعا والقنيطرة، وسط خيارات محدودة للمسلحين.
وفي غضون يومين توسّعت المعارك إلى الجنوب مع استعادة القوات السورية لكل من تل الأحمر ثم تل قبع ومزارع الأمل في القنيطرة، وسط قصف يطال بلدات جباتا الخشب والحميدية والقحطانية والصمدانية ومسحرة، وجميعها مناطق كانت محطّة للهجوم سواء باتجاه خان أرنبة أو لمحاصرة بلدتَي حضر وحرفا.
وفي مشهد مماثل تمكن الجيش من استعادة جزء كبير من حي المنشية في درعا، فيما تدور اشتباكات عنيفة عند محيط «اللواء 82» في بلدة الشيخ مسكين، التي تتعرّض لغارات جوية، امتدت لتشمل بصرى الشام في الريف الشرقي. ويأتي كل هذا على وقع استمرار المواجهات في جوبر والتلال المشرفة على دوما وحرستا بالغوطة الشرقية.
وأقرّت مصادر المعارضة بالخسارات التي تلقتها، وإن قللت من أهميتها لاسيما في درعا، متحدثة عن إمكانية استعادة الشيخ مسكين والمنشية، فيما لم يصدر عنهم أي تعليق حيال الوضع في القنيطرة، حيث تبدو الخسارة مضاعفة، لاسيما أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من إحداث مشهد ميداني مختلف في الجولان.
ويشير مصدر من الجنوب في حديث الى «السفير» إلى أن المشهد الميداني في درعا منفصل نسبياً عن القنيطرة، فالمسلحون في الجولان مازالت لديهم القدرة على شن هجمات إضافية، مستغلين المساحات الخاضعة لسيطرتهم من وادي اليرموك والمثلث السوري – الأردني ـ الفلسطيني جنوباً وصولاً إلى بيت جن عند جبل الشيخ، يُضاف إلى ذلك طغيان سيطرة «جبهة النصرة» والتي تسعى لاستقطاب أكبر عدد من المقاتلين، وهو ما يحدث بالفعل، خاصة بعد قرار غرف العمليات وإيقاف الرواتب وهو ما دفع بنسبة منهم للتوجّه إلى مجموعات مثل «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، فيما قرّر عدد آخر يُقدّر بألفين التوجّه إلى السلطات السورية مع تسليم أنفسهم وأسلحتهم.
ولا يستبعد المصدر شن عمليات جديدة من قبل الفصائل، في ظل الكلام عن شحن أسلحة وصواريخ مضادة للطيران، معتبراً أن «حصة الجيش الحر ستكون كبيرة منها، لكونه الأكثر دعماً من قبل «ألموك» والقوى الإقليمية.
ولعل هذا ما يفسر سرعة تقدم الجيش بحيث تكون عمليات الفصائل في المرحلة المقبلة دفاعية أو للتصدّي للهجوم أكثر منها محاولة للاقتحام أو تغيير الخريطة الميدانية».
