الإنتخابات الرئاسية اللبنانية.. ميزان الربح والخسارة

8 نوفمبر 2016

قبل 18 عاما عندما كان العماد ميشال عون حينها قائداً في الجيش، ورئيس للحكومة اللبنانية وبعد خروجه من قصر الرئاسة الجمهورية ألتجأ إلى السفارة الفرنسية ومن ثم تم نفيه إلى الخارج، لم يتصور أحد أنه بعد 18 عاماً سيكون عبارة عن مرشح مدعوم من سوريا وحزب الله وبنسبة تصويت قاطعة ليجلس على دفة الحكم كرئيس ثالث عشر للحكومة اللبنانية.

في هذه الأيام، فإن معظم وسائل الإعلام تعنون فوز ميشال عون هو فوز لحزب الله فيي الداخل اللبناني ونجاح لمحور المقاومة في المنطقة ،إن هذا التحليل ليس ببعيد عن الواقع ولكن لايجب أن نغفل عن مايقع خلف كواليس هذه الإنتخابات ونعتبر أن سعد الحريري غافلٌ عن نجاحات حزب الله .

في الواقع، عندما انتهت فترة حكم الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، شارك كلٌ من تحالف 8 آذار (حزب الله وحلفائه) وتحالف 14 آذار (سعد الحريري وحلفائه) بأقل الخيارت حظاً في الأنتخابات الرئاسية; في حين لم يكن هناك أي توافق على هذين الشخصين. وبسبب تصاعد الصراعات في المنطقة، لا سيما بين إيران و السعودية من جهة وأمريكا وروسيا من جهة أخرى، لم يتم التوافق على الإنتخابات ووصلت إلى نهاية مسدودة حتى أن حزب الله قاطع جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية ،ولمدة العاميين الأخريين لم تفلح كل المساعي لتعيين رئيس للبنان حيث كان حزب الله مصراً على مرشحه ولم يكن مستعد للتفاوض على هذا مع أي أحد وينطبق نفس الشئ على الطرف المقابل فقد عمل من أجل خروج البلاد من الأزمة لمصالحه الأقتصادية.

حزب المستقبل لرئاسة سعد الحريري توقع أنه بالتنازل من خيار سمير جعجع الذي تم طرح إسمه خلال خطف الدبلوماسيين الايرانيين، ايضا حزب الله سيغض الطرف عن خيار ميشال عون وعندها يمكن التوافق على خيار جديد وسطي وتوافقي ولكن في هذه المرحلة لم يتنازل حزب الله عن دعم ميشال عون حتى أجبر الحريري أن يدعم مرشح وحليف حزب الله سليمان فرنجية بحركة لم تكن متوقعة منه. حيث توقع الحريري أن بهذه الحركة سيقوم حزب الله بالتنازل عن خيار ميشال عون ولم تكن هذه الحركة فقط الغير المتوقعة فقد قام جعجع بدعم منافسه السابق ميشال عون. وفي نهاية المطاف كان الحريري حاضراً على دعم ميشال عون للحصول على كرسي رئيس الوزراء .ليصبح مرشح حزب الله الرئيس الثالث عشر للبنان. ولكن يبدو أن هذه اللعبة شهدت فوزيين للطرفين، ستوضح في النقاط التالية:

اولاً: على الرغم من تأكيد السيد حسن نصرالله على استمرار التحالف مع نبيه بري رئيس حركة أمل وسليمان فرنجية حليفه المسيحي لم يقف هذان الطرفان ضد حزب الله في دعمه لميشيل عون وللمرة الأولى في السنوات الأخيرة،عزل طريقه عن حزب الله في الساحة السياسية والذي من الممكن أن يؤثر بشكل سلبي على تشكيل الحكومة . في الواقع فإنه في هذه المرحلة سيتابع دعم 20 نائباً من حزب الله في البرلمان من قٍبل ميشال عون .حيث أظهر السيد حسن نصرالله تفائله في تشكيل الحكومة و غيرها من التدبير التي سيكون له حلفاء ومتعاونين إلى جانبه بري وفرنجية .

الثاني : أن ميشال عون لايستطيع أن يمتلك شخصية سياسية خاصة وفريدة على خلاف نبيه بري أو حتى سليمان فرنجية الذين يمتلكون حس وتفكر المقاومة كما عرف عن علاقاتهم بحزب الله وإن ذلك ماساعد على إيجاد توافق بين تيار الوطني الحر وحزب الله ,لتشكيل ائتلاف استراتيجي منذ عام 2006 من أجل تعزيزٍ أفضل على الساحة السياسية وربما يرجع ذلك إلى الوضع السياسي في البلاد وماتشهده المنطقة من تحولات.

الثالث : إن عون أمضى أكثر من 80 عاماً من عمره; في حين أنه لايملك من يخلفه في الساحة السياسية وأخير حزب التيار الوطني الحر ، فقد سلم جبران باسيل صهراه الأكبر رئاسة الحزب ; باسیل وزير الخارجية اللبناني الحالي وهو ليس بجيد السمعة مابين اللبنانيين بشكل عام وبين مؤيدي حزب الله بشكل خاص ،فهناك قلق بشأن تسليمه أعمال الرئاسة اللبنانية وهذا الأمر مايزيد من الخلافات في البلد.

الرابع: أن سعد الحريري في آخر خمس سنوات مع إستقالة وزراء مؤيدين لميشال عون لم يكتمل نصاب دولته وجُبر على ترك بيروت ،بمقابل حمايته من عون ،وأستطاع مرةً أخرى أن يعيد قوته والذي يحسب له كتوفيق كبير.

ومع ذلك، يجب أن يتم إنهاء اللعبة السياسية في لبنان بسبب وجود ثلاث مراحل صعبة جداً في الأيام القادمة والتي قد يكون عليها خلاف لعدة أشهر لتأخير العملية الإدارية في لبنان. أولا، وهو تشكيل الحكومة من 18 حزب وجماعة والذي كان ولا يزال واحدا من أكثر القضايا الصعبة في لبنان. الثاني، البيان الذي يجب أن تصدره الحكومة في بدء مهامها كحكومة منتخبة ويعتمد بالعادة أن تدعم الحكومة في هذا البيان سلاح المقاومة ولكن هذه المرة من البعيد أن يقوم سعد الحريري بإصدار مثل ذاك البيان. الثالث إقامة علاقات رئيسية مع الدول المجاورة كسورية والتي تختلف وجهات النظر فيها بين ميشال عون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سعد الحريري مما قد يؤدي إلى وقوع مشاكل فيما بينهم. والآن علينا أن ننتظر ونرى كيف سيتم تحديد المستقبل السياسي في بلدان الشرق الأوسط .

Author

السيد نصرالله

حزب الله

لبنان

ميشال عون

نبيه بري


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.