اتفاق النووي الأيراني يوم إسرائيل الأسود

15 يوليو 2015

اتفاق النووي الأيراني يوم إسرائيل الأسود

شكَّل إعلان اتفاق القوى العظمى مع إيران فرصة لإظهار حجم شعور إسرائيل بـ «المأساة» جراء عدم مجاراة العالم لمخاوفها المرضية.
وتبارى المسؤولون الإسرائيليون في تضخيم المصاب وآلامه، وتصويره على أنه كارثة وخطيئة أخرى يقترفها العالم بسماحه لإيران بأن تكون دولة حافة نووية. ومع ذلك لم تخل ردود الفعل في إسرائيل من الشماتة لفشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي جعل مكافحة إيران ديانة عالمية جديدة.

542d4715027307a0a0984cc0de55bdde3e98d291
وانتقد نتنياهو بشدة الاتفاق النووي، معلناً أنه يضمن طريق طهران إلى امتلاك السلاح النووي. وبدا أن رئيس حكومة الدولة التي أنشأت بطريق الخداع والكذب والدهاء مشروعها النووي لتغدو واحدة من بين أربع دول تمتلك العدد الأكبر من القنابل النووية، لا يتقبل ثقة الغرب ولا رقابته كوسيلة لمنع إيران من أن تكون دولة حافة نووية.

وأعلن أنه «عندما تكون على استعداد لإبرام اتفاق بكل ثمن، فهذه هي النتيجة».
وأضاف نتنياهو، في مستهل لقائه مع وزير الخارجية الهولندي برت كوندارس، أنه «من التقارير الأولية التي تصلنا يمكن التقرير من الآن بأن هذا الاتفاق خطأ تاريخي بحق العالم».

ومن الواضح أن هذه هي كلمات السر في حملة نتنياهو ضد الاتفاق النووي والتي سيشرع بتسويقها، خصوصاً أمام الرأي العام والكونغرس الأميركيَّين.

وأشار نتنياهو إلى أنه «في كل المجالات المفترض أن تحول دون إيران والقدرة على التسلح النووي قدمت تنازلات مفرطة. إضافة إلى أن إيران ستنال مئات المليارات من الدولارات التي بواسطتها يمكنها أن تغذي ماكينة الإرهاب، وتوسعها وعدوانيتها في الشرق الأوسط والعالم بأسره.

يستحيل منع اتفاق حينما يكون المفاوضون على استعداد لتقديم المزيد من التنازلات لمن يهتف خلال المباحثات «الموت لأميركا».
وأضاف: «إننا علمنا جيداً أن الرغبة لتوقيع هذا الاتفاق أقوى من كل شيء، لذلك تعهدنا بمنع الاتفاق.

نعم لقد تعهدنا بمنع إيران من التزود بسلاح نووي وتعهدنا ما زال قائماً. وأنا أقول لكل القادة في إسرائيل، حان الوقت لوضع السياسات الصغيرة جانباً والتوحد خلف الموضوع الأكثر مصيرية لمستقبل وأمن دولة إسرائيل».
وعقد نتنياهو، مؤتمرا صحافياً خاصاً بالمراسلين الأجانب، أعلن فيه بوضوح «أننا لا نلتزم بهذه الصفقة. نحن غير ملزمين بشيء مع الإيرانيين، لأنهم يعملون لإبادة إسرائيل».

وأضاف إن «صفقة أبرمت مع رعاة الإرهاب.

لقد راهنوا لعشر سنوات على تغيير النظام، لكنهم أوقفوا كل سبيل لفعل ذلك. من الآن، إيران ليست بحاجة لأن تتغير.

الصفقة تمنح إيران جائزة بمئات مليارات الدولارات، ستذهب للإرهاب العالمي ولمحاولات تدمير إسرائيل».
وقال مصدر حكومي إسرائيلي إن نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيا مع أوباما عبر خلاله عن قلق إسرائيل من الاتفاق النووي.

وقال المصدر: «شدد نتنياهو على أن الاتفاق يثير خطرين رئسيين، سيتيح لإيران أن تسلح نفسها بأسلحة نووية خلال ما بين 10 و 15 عاما سواء التزمت بالاتفاق أو قبل ذلك إذا خرقته.

بالإضافة لذلك سيضخ مليارات الدولارات للإرهاب الإيراني وآلة الحرب التي تهدد إسرائيل والعالم بأكمله».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بين أول من سارع إلى رفض الاتفاق النووي، فأعلن، قاصداً إيران، أن هذا «انتصار لطريق الكذب والخداع لمن وصلت في وضع متدن إلى المفاوضات وخرجت منها ويدها هي الأعلى». وأضاف: «العالم الحر منح اليوم مشروعية لطريق الإرهاب، بدلاً من محاربته بكل السبل الممكنة.

إن هذا الاتفاق مأساة لكل من يسعى للحفاظ على السلم العالمي ولكل من يخشى من تحويل إيران إلى دولة تملك سلاحا نوويا».
وشدد يعلون على أن «هذا الاتفاق، كلما تقدمنا نحوه تبين لنا عمق التنازلات لإيران، والانسحاب عن الخطوط الحمراء التي تبلورت، وهو ضياع فرصة تاريخية وخطيرة بشكل لم يسبق له مثيل، ستدوي أصداؤها لسنوات طويلة.

فهل عالم اليوم أكثر أمنا؟ بالتأكيد لا. إن دولة إسرائيل ستواصل العمل بمسؤولية واتزان للدفاع عن أمن مواطنيها.

ونحن ملتزمون بمنع إيران من التسلح بسلاح نووي، وعند الحاجة نعرف كيف ندافع عن أنفسنا بقوانا الذاتية».
أما نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتبولي فاعتبرت أن هذا «اتفاق خنوع تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر برئاسة إيران». وحسب كلامها، فإن عواقب الاتفاق في المستقبل المنظور ستكون خطيرة، «فإيران ستواصل توزيع أتباعها الإرهابيين في كل الاتجاهات، وستواصل إشعال الشرق الأوسط، والأخطر من كل ذلك أنها تتقدم بخطوة عملاقة نحو أن تغدو دولة حافة نووية». وأكدت، هي الأخرى، أن إسرائيل ستعمل بكل الوسائل الديبلوماسية لتحاول منع المصادقة على الاتفاق.
واعتبر وزير العلوم والتكنولوجيا داني دانون أن الاتفاق ليس سيئا فقط لإسرائيل «بل هو سيئ للعالم الغربي، الذي تجند، وفرض العقوبات، ووصل إلى لحظة الحقيقة وفي النهاية تراجع».

واعترف بأن الاتفاق «يبطئ» مشروع إيران النووي، قائلا إن «هذا إبطاء، وليس إيقافاً، وهذا سيسند الإرهاب في الشرق الأوسط. حزب الله سوف يحتفل اليوم. هذا انتصار لمنظمات الإرهاب أمام العالم الغربي».
ورأت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف أن «إيران نالت اليوم ترخيصا للقتل، وينبغي سحب هذا الترخيص منها قبل فوات الأوان». وقالت إن مجرد احتفال إيران بالاتفاق يوضح أن الاتفاق سيئ للعالم الحر وللبشرية جمعاء، و «قد حان الوقت للتوحد جميعا داخل البيت والخروج في حملة توضيحية لدى الرأي العام الأميركي». وأكدت أن» الكلمة الأخيرة لم تقل بعد، وأن الكونغرس الأميركي ليس ناضجاً للمصادقة على اتفاق خنوع الغرب لدولة الإرهاب».
من جانبه، لاحظ زعيم «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان أن «الاتفاقات التي تتجاهل تجارب الماضي، تعرض المستقبل للخطر». وأضاف أن الاتفاق سيذكر في التاريخ إلى جانب اتفاق ميونيخ والاتفاق النووي مع كوريا الشمالية. وأضاف: «تحوم فوق الاتفاق راية سوداء، وسوف يذكر اليوم في التاريخ كيوم أسود للعالم الحر بأسره».
وانتقد زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ نتنياهو. وكتب على صفحته على «فايسبوك» ان «أحد أخطر الأمور في الوضع الراهن هو أن الاتفاق الأشد تأثيراً في وجود إسرائيل في العقد الأخير، وقع من دون أن تكون إسرائيل في صورته، من دون استشارتها، من دون إطلاعها. مصالح إسرائيل تركت، لأسباب بينها الشرخ الشخصي بين نتنياهو والرئيس الأميركي». وطالب بالتصرف بحكمة وبرود أعصاب واتزان، معلناً أن المعارضة ستتصرف بشكل مسؤول في الجهد لإقناع الأميركيين بحجم المخاطر التي يمثلها هذا الاتفاق على إسرائيل.
أما زعيم «هناك مستقبل» يئير لبيد فكتب «اننا ظننا أن الاتفاق سيكون سيئا، لكنه فعلا أسوأ. هذا يوم سيئ لليهود، يوم سيئ لإسرائيل، يوم سيئ للعالم. وابتداء من هذه اللحظة أنا مجند تماما للعمل أمام الكونغرس في محاولة للتوضيح لهم وجوب اشتراط رفع العقوبات بتوفر مراقبة فعلية على كل المنشآت النووية في إيران. فما ينص عليه الاتفاق ليس مراقبة، إنه ضحك على العمل».
وكان لافتا قيام عدد من ممثلي المعارضة بشن حملة على نتنياهو بسبب فشله في المهمة المركزية التي وضعها لنفسه في السنوات الثماني الماضية. وقال عضو الكنيست عوفر شيلح، من «هناك مستقبل»، إن الاتفاق مع إيران مقلق رغم أنه يعيد المشروع النووي الإيراني إلى الوراء. وحَمَّل نتنياهو المسؤولية قائلاً: «هذه شهادة فشل قاطع لسياسة رئيس الحكومة في المسألة التي اعتبرها ذخيرته وأدارها لوحده، عبر تجاهل الانتقادات داخل إسرائيل وخارجها، وهي السياسة التي تتلخص بقوله المتغطرس أنه يعرف كيف يوقف المشروع النووي الإيراني». وأشار إلى أن «نتنياهو اختار إستراتيجية المواجهة مع الإدارة الأميركية، عبر تدخل فظ في السياسة الداخلية في واشنطن، وتسبب في عدم تمثيل إسرائيل، لا في لوزان ولا في فيينا، وعدم تأثيرها في المفاوضات في لحظاتها الأشد حسما».

Author

إسرائيل

الأتفاق

النووي

امريكا

ايران

نتنياهو


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.