إعدام الشيخ النمر يثير عاصفة من الإنتقادات الغاضبة تجاه السعودية.

2 يناير 2016

إعدام الشيخ النمر يثير عاصفة من الإنتقادات الغاضبة تجاه السعودية.

 

أثار إعدام الشيخ السعودي نمر باقر النمر موجة من الغضب تمثل في مسيرات احتجاج عمّت منطقة القطيف شرق السعودية وفي البحرين واليمن وكراتشي وغيرها، فيما دانت طهران بشدة هذا الإعدام الذي شمل 47 شخصاً وحذرت الرياض من أنها “ستدفع ثمناً باهظاً لهذه السياسات”.

وفي القطيف قال شاهد إن عشرات المواطنين نظموا احتجاجاً على إعدام النمر الذي أعرب شقيقه عن أمله في أن يكون أي رد فعل سلمياً.
وقال ناشط لوكالة “رويترز”، إن هاتفه المحمول يتلقى رسائل من دون توقف من أصدقاء كلهم مصدومون ويشعرون بالغضب.
وفي البحرين، قال شاهد عيان إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على عشرات المحتجين على إعدام النمر.
وكان المحتجون يحملون صوراً للنمر وواجهوا قوات الأمن في قرية أبو صيبع غربي العاصمة المنامة.

                                                                           656
ودعا نشطاء إلى احتجاجات في البحرين في إشارة إلى أن اعدام النمر قد يثير التوترات الطائفية المتأججة بالفعل في الشرق الأوسط.
ونفذت السلطات السعودية حُكم الإعدام بـ47 شخصاً من بينهم الشيخ نمر باقر النمر وثلاثة مواطنين آخرين من منطقة القطيف، التي تشهد انتشاراً أمنياً كثيفاً بعد الإعلان عن إعدام الشيخ النمر.
ودعا عضو مجلس خبراء القيادة في ايران أحمد خاتمي العالم الإسلامي إلى ادانة السعودية محذراً من أنّ الرياض ستندم على فعلتها هذه.
ومن النشطاء الذين صدر بحقهم حكم الإعدام من القطيف، حيث قمعت الحكومة تظاهرات مطالبة بالمساواة في الحقوق، علي سعيد الربح ومحمد علي عبد الكريم الصويلم ومحمد فيصل محمد الشيوخ.
وتم تنفيذ أحكام الإعدام في 12 منطقة سعودية، وتعد هذه حصيلة أول أحكام الإعدام التي تُنفذ مع بداية العام 2016، بعدما كانت السعودية أعدمت نحو 153 شخصاً العام الماضي.
وعلق شقیق الشهید الشیخ النمر، محمد النمر، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فور سماع نبأ الإعدام، مطالباً أن “لا تخرج ردات الفعل عن الإطار السلمي”.
وأكّد أن تنفیذ حکم الإعدام “کان مفأجاة لنا”. مضيفاً في تغريدة: “رغم بشاعة الدم لكنه عندما يكون طاهراً، فسيسقي شجرة الحرية والكرامة المنشودة. ويوماً ستنجلي الطائفية ونكون في وضع أفضل”.
وأكّد النمر استمرار المطالبة بالحقوق، قائلاً: “مخطئون مشتبهون واهمون إن ظننتم أن القتل سيوقف المطالبه بالحقوق. باقون سلميون مطالبون بالإصلاح والتغيير في وطننا”.
واعتبر أنّ إعدام شقيقه “رسالة خاسرة للصراع الإقليمي، تقول: لازلنا قادرين! وللداخل تقول: إن طالبتم بالحقوق فسيف الجاهلية الأملح على رقابكم”.
وأشار النمر، أنّه وأعيان المنطقة، بذلوا جهوداً للمالجة الإيجابية، ” فوجدنا الأبواب مؤصدة وان الأمر سياسي وأكبر من حجمنا”.
واتهم متحدث باسم وزارة الخارجية لايرانية، حسين جابر انصاري ، السعودية بدعم الارهاب والتكفيرين.
وقال  انصاري أن “السعودية ستدفع ثمناً باهظاً لاعدامها الشيخ نمر باقر النمر”. وأوضح أن “الحكومة السعودية تدعم من جهة الحركات الإرهابية وتستخدم في الوقت نفسه لغة القمع وعقوبة الإعدام ضد معارضيها الداخليين”، مشيراً إلى أنها “ستدفع ثمنا باهظا لهذه السياسات”.
وأضاف أن “إعدام شخصية مثل الشيخ النمر يدل على افتقار الحكمة وعلى اللامسؤولية لدى الحكومة السعودية”. من جهته دعا فرع الطلاب في “الباسيج” (الحرس الثوري) إلى “تظاهرة بعد ظهر الأحد أمام السفارة السعودية في طهران”.

من جهته، دعا عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، آية الله أحمد خاتمي، منظمة التعاون الإسلامي، لاتخاذ موقف تجاه الجريمة التي أقدم عليها النظام السعودي بإعدام الشهيد الشيخ النمر، ولفت في تصريح لوكالة “فارس الإيرانية”، أنّ هذه الجريمة “لم تكن مستبعدة من نظام آل سعود، آل الخيانة والنهب، لأنه نظام مبني منذ نشوئه واستمراره على الجريمة والنهب”.
وأكد بأن المتوقع من منظمة التعاون الاسلامي، اتخاذ موقف تجاه هذه الجريمة وقال: “اننا نطلب من الجهاز الدبلوماسي في البلاد اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد”.
وصرح بأن المتوقع من الحوزات العلمية والمراكز الجامعية في البلاد، الاحتجاج والغضب المقدس تجاه هذه الجريمة وقال: “انني آمل من العالم الاسلامي العمل في هذا المجال بما يجعل هذا النظام الاجرامي يندم على ارتكاب جريمته هذه”.
وقد حكم على الشيخ النمر بالإعدام في تشرين الأول 2014، بتهم فضفاضة، كـ”اشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الأمر” وغيرها من التهم.
وتتهم السلطات الشيخ النمر بقيادة الاحتجاجات، التي انطلقت في العام 2011، في المنطقة الشرقية، حيث تعيش غالبية شيعية، كونه من أهم الشخصيات المطالبة برفع التمييز والظلم.
وتشمل التهم الموجهة إلى سكان العوامية التحريض والهجمات على المسؤولين الأمنيين والتدخل في شؤون دولة البحرين المجاورة التي تشهد اضطرابات منذ عام 2011.
يذكر أنّ وسائل إعلام سعودية أثارت قبل شهر، أن وزارة الداخلية تعتزم تنفيذ حكم الإعدام بـ 52 شخصاً دفعة واحدة قريباً، بينهم الشيخ النمر وستة نشطاء، إضافة إلى قيادات وأعضاء في تنظيم “القاعدة”.
ونشرت صحيفتان سعوديتان محليتان، الخبر، من دون ذكر أسماء المحكومين، ومن دون تقديم أي إيضاح، في رسالة اعتبرها نشطاء تحذير لكل الذين يعادون الحكومة.
وذكرت صحيفة عكاظ الخميس 26 تشرين الثاني، أن 55 شخصا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام جراء ارتكابهم “جرائم إرهابية” قتلت أكثر من 100 مدني و71 من رجال الأمن، ولم تحدد موعد تنفيذ أحكام الإعدام.
من جانبها أعلنت صحيفة الرياض المحلية (شبه الرسمية) يوم الاثنين 23 تشرين الثاني 2015، أن 52 شخصاً سيعدمون قريباً، لكنها سحبت إعلانها هذا لاحقا من على موقعها الإلكتروني.
وأوضحت عكاظ، أن بعض من يواجهون الإعدام يرتبطون بالقاعدة، وأن الآخرين هم من مدينة العوامية. وردّ “سكان العوامية على هذه الأخبار بإغلاق الطرقات المؤدية إلى المدينة بالأنقاض المشتعلة”.
وأعلن دبلوماسيون غربيون، عقب هذه التسريبات، إن حكوماتهم تلقت تأكيدات بأن السعودية لن تعدم المواطنين الذين أدينوا بعد التظاهرات.
يذكر أنّ حساب إخباري على “تويتر” باسم “موجز الأخبار”، يديره مسؤول أمني سابق في إمارة منطقة الرياض، ومعروف بقربه من وزارة الداخلية، أكد أنه سيتم تطبيق حكم الإعدام بما زعم بأنه “شرع الله في رموز الفتنة والقتلة”، في إشارة إلى الشيخ النمر الذي تتهمه السلطات بـ”اشعال الفتنة الطائفية”.
وأمام هذه الأخبار التي أثارت الخوف في صفوف الأقلية، أقيمت فعالية التضامن الكبرى في القطيف مع المعتقلين والمحكومين بالاعدام، وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالمطالبات الشّعبيّة الداعية إلى إطلاق سراح الشيخ النمر وبقية الفتية المحكومين بالإعدام.

Author

اعدام الشيخ نمر

الاحساء

السعودية

العوامية


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.