العربیه

أين داعش من الجنادرية؟

 

تواصل المملكة العربية السعودية احتفال مهرجانات الجنادرية المثيرة للجدل بعد مرور 3 عقود من احتفالها تحت عناوين ثقافية وتراثية في منطقة قريبة من العاصمة الرياض.

وتقيم السعودية هذه المهرجانات برعاية العاهل السعودي وتحت إشراف وزارة الحرس الوطني السعودي بتأييد من قبل مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية في مناسبة تعتبره الكثير فرصة لتقديم نسخة مشوهة من الواقع السعودي المرير بالتزامن مع تهميش الاحتجاجات في وسائل الإعلام.

تزامناً مع تحريم الاحتفال بمولد النبي (عليه الصلاة والسلام) بفتوى مفتي المملكة العربية السعودية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخري، أعتبر المدير العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الحفاظ على مهرجانات الجنادرية ضرورة للمواطنين السعوديين نظراً إلى ما وصفها بجذورها الدينية والثقافية والوطنية.

نظراً إلى أن إدارة هذه المهرجانات تتم تحت اشراف جهات حكومية ما تؤدي إلى الحضور الكثيف للمواطنين -ما تعتبره النظام السعودي تأييداً شعبياً تاماً على حسابه-، لم تظهر السطات السعودية خلال السنوات الماضية أدني رد فعل تجاه حالات الفساد والفضائح الأخلاقية التي تشهدها هذه الإحتفالات.

تأتي هذه الإزدواجية في تعامل السلطات السعودية في حين تتعبر المملكة قيادة المرأة في السعودية فضيحة أخلاقية لكن الإختلاط والرقص تحت راية المملكة العربية السعودية وأمام صورة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود يلاقي تأييد رجال الدين الراديكاليين في البلاد ما دام يظهر صورة مختلفة عن النظام السعودي ويعزز من مكانته في وسائل الإعلام.

وفي السياق ذاته في العراق وسوريا، تواجه مشاهدة مباريات كرة القدم والقنوات المناهضة لداعش ناهيك عن التدخين ومحاولة السفر من دون إذن التنظيم وحتي بعض الإحتفالات الدينية في المناطق التي تسيطر عليها المنظمات الإرهابية أبرزها تنظيم داعش بعقوبات كالإعدام.

ويتسائل المراقبون أن على أي اساس يظهر ذات التنظيم الرفق واللين تجاه احتفالات المملكة العربية السعودية في الجنادرية وماتليها من الرقص والخمر والميسر.

وتظهر دراسة أوجه التشابه العديدة بين تنظيم داعش الإرهابي والمملكة العربية السعودية أنهما من جذور ومن مدرسة فكرية واحدة. فلذلك لن يهتم تنظيم داعش الإرهابي بما يقع في الرياض وجدة والخبر من منكرات، واستخفاف بفتاوى العلماء، وجرأة على الناصحين حسباً لتصريحات شخصيات في هيئة الأمر بالمعروف السعودية بل سيواصل معاقبة مشاهدة كرة القدم في الرقة!

Author

Exit mobile version