أين المجلس الأعلى للسلام من أوضاع أفغانستان؟

17 يناير 2017

مع مرور أكثر من 6 أعوام على إنطلاق المجلس الأعلى للسلام، تولت هذه الجهة الحكومية على عاتقها مسؤولية تحقيق الأمل المنشود للشعب الأفغاني وإحلال السلام الدائم في البلاد.

ورغم التفائل السائد في المراحل الأولى لتشكيلها مع تبؤء قادة وزعماء سياسيين و مجاهدين زمام الرئاسة، لكنها تراجعت مع مرور الأيام وإعترى أبناء البلاد اليأس مكان التفائل.

وقد تم تمويل نفقات المجلس الأعلى للسلام من ميزانية داخلية خارجية مشتركة، وكان المكان المفضل الذي حجز فيها قادة الأحزاب والشخصيات السياسة البارزة مقاعدهم فيها والمشاركة في اللقاءات والمباحثات هنا وهناك، تلقوا على إثرها مبالغ مالية ضخمة لكن بدون تحقيق أية إنجازات على أرض الواقع.

لم يوفق المجلس الأعلى للسلام خلال 6 سنوات من عمره قيادة سفينة البلاد نحو السلام الذي ينشده الشعب الأفغاني، بل كان الرؤساء والأعضاء منهمكين بملئ جيوبهم وقبض الآف الدولارات الأمريكية نهاية كل شهر. في الحقيقة فإن هذه المجموعة لم يستطيعوا مطلقاً منع المعارضة المسلحة من توسيع رقعة الحرب في البلاد ولم يقم طيلة السنوات الماضية إتخاذ خطوة واحدة في طريق إحلال السلام.

ومع قدوم حكومة الوحدة الوطنية بأفغانستان ووسط تكهنات بحل المجلس الأعلى للسلام، قام قادة الحكومة الأفغانية بإدخلات تعديلات على قيادة المجلس ووعد هؤلاء ببذل جميع ما بوسعهم في سبيل تأمين السلام العادل والشامل في البلاد.

ولكن بيان إعلامي صدر عن المجلس مؤخراً قال بالحرف أنه : ( خلال العامين الماضيين لم تتواصل بأي شكل من الأشكال مع حركة طالبان) التي تعتبر أبرز مجموعات المعارضة المسلحة على الأرض؛ ورغم تأكيدات المسؤولين في المؤسسة بأن باكستان تشكل حجر عثرة رئيسية أمام تحقيق السلام في أفغانستان، لكن يتعين عليهم الإجابة عن تساؤلات حول الدور الذي قاموا به في هذا الصدد ولماذا فشلوا في إقناع طالبان بالجلوس على طاولة الحوار، أعضاء المجلس لم يكن لديهم الكفاءة حتى أنهم لم يستغلوا فرصة وفاة مؤسس الحركة الملا عمر للدخول في حوار معهم.

ولعله النقطة الأيجابية الوحيدة في شهادة المجلس هي إتفاقية السلام الذي وقع مع الحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار، لكنها هي الأخرى لم تبصر النور حتى الآن رغم المصادقة عليها من قبل الرئيس أشرف غني و حكمتيار شخصياً.

ومرة أخرى دخل المجلس في غيبوبة شتوية إلا أن فجر عضو المجلس (عبد الحكيم مجاهد) قنبلة من العيار الثقيل عبر تصريح مثير للجدل وصف فيها حركة طالبان بأنهم (ملائكة على الأرض) وعبر عن إزدرائه لقادة الجهاد وبينهم برهان الدين رباني الرئيس الأفغاني الأسبق ورئيس المجلس الأعلى للسلام.

وأثار تصريحات مجاهد ردود أفعال منددة في البلاد وسلط الضوء دور المجلس الأعلى للسلام، حيث عبر اعضاء مجلس الشيوخ في البرلمان عن إستغرابهم ووجهوا إنتقادات قاسية للمجلس الأعلى للسلام، هؤلاء رفعوا توصية إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة من أجل حل المجلس الأعلى للسلام وتحويل المبالغ التي كانت تنفق عليها إلى القوات الأمنية.

لقد شدد أعضاء مجلس الشيوخ بأن المجلس الأعلى للسلام لم يحقق النتائج المرجوة منها بل كان عبئاً مالياً يثقل كاهل الدولة بينما يقاتل الجنود والقوات المسلحة على الجبهات بأقل الإمكانات وبأجور قليلة.

Author

أفغانستان

داعش

طالبان

قندهار

كابل


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

Comment is not allowed