أمريكا وبريطانيا وسلب اليورانيوم الأفغاني

30 مايو 2016

تعتبر ولاية هلمند الواقعة في جنوب أفغانستان واحدة من المناطق الساخنة التي شهدت معارك طاحنة منذ سقوط حكومة حركة طالبان ودخول القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة إلى البلاد عام 2001.

وتتلخص أهمية ولاية هلمند في قضيتين قد تكون حميدة أو غير حميدة!

وقد أولت القوات الأجنبية المنطقة أهمية خاصة بسبب الأفيون ومناجم اليورانيوم وباقي المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، وفي نفس الوقت فإن هلمند التي تعتبر واحدة من بؤر الإضطرابات واعمال العنف في البلاد كانت ولاتزال محط إهتمام الحكومة الأفغانية.

7

منذ البداية إنتدبت القوات الأجنبية وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة وبريطانيا هلمند لإقامة قواعدها العسكرية، على أن إنتخاب هذه المنطقة دون سواها لم يكن على سبيل المصادفة بل بناء على دراسات وأبحاث مستفيضة مسبقة؛ وبرر الأمريكيين والأنكليز إنشاء قواعد عسكرية ضخمة في مديرية خانشين (تحتوي القسم الأكبر من اليورانيوم بأفغانستان) على أنها أحد الركائز الأساسية للإنتصار في الحرب. غير أن تلك القواعد لم تستطع قط إحتواء المعارك في هلمند فحسب بل كانت عاملاً في تصعيد أعمال العنف سقطت على إثرها عدداً من المديريات والنواحي بأيدي المتمردين وهذا الأمر يتكرر حتى وقتنا الراهن بعد 15 عاماً من الإجتياح الغربي.

ولم تستطع الحكومة المركزية في كابول بسط سيطرتها الكاملة على هلمند بسبب إستمرار المعارك ضمن خطط قد تكون معدة سلفاً وهذا ما سمح بتحويل الولاية إلى مركز لزراعة وإنتاج وتهريب الأفيون؛ وبحسب سكان المنطقة وتقارير متعددة فإن القسم الأكبر من أرباح المخدرات تصب في جيوب السماسرة وعصابات المافيا المتواطئة مع المجموعات الإرهابية الداخلية والإقليمية، الأمر الذي جعل هلمند تتربع على عرش الولايات المنتجة للأفيون.

وفي حين أن القوات الأمريكية والبريطانية لها تواجد كبير في هلمند وقد أنفقت القسم الأكبر من أموال الحرب فيها لكن يعتقد أنها كانت لتحقيق مصالحها السياسية الخاصة، وحول إذا ما كانت القوات الأجنبية المتمركزة هناك ضالعة في تهريب المخدرات فإن عدداً من نواب هلمند الذين رفضوا الإفصاح عن ذكر اسمائهم أكدوا صحة الموضوع.

والأهم من ذلك، وجود كميات ضخمة من معدن اليورانيوم في مديرية خانشين، في نفس المنطقة التي يوجد فيها واحدة من أفضل القواعد العسكرية الأمريكية تجهيزا حيث أنها تشهد يومياً هبوط وإقلاع الكثير من طائرات الشحن الكبيرة الأمريكية والإنكليزية.

ويؤكد نواب ولاية هلمند أن هذه الطائرات لديها مهام محددة وهي نقل اليورانيوم الخام إلى خارج أفغانستان، مستغلين سيطرة الأجانب على المجال الجوي في ظل جهل وعدم إطلاع الحكومة التي لاتملك التجهيزات اللازمة لمراقبة الأجواء الأفغانية.

من جانب آخر فإن المسح والدراسات الأمريكية حول المعادن في أفغانستان تؤكد بما لايدع مجال للشك أنهم على دراية تامة بحجم وجودة وأنواع واسعار تلك المعادن، والأهم من ذلك أنهم يعملون وفق برامج مستقلة بعيداً عن رقابة المسؤولين الأفغان.

 

الحرب، اليورانيوم والأفيون!!!

7ا

بناء على ماسبق فإن إستمرار المعارك في هلمند والتواجد القوي لمتمردي طالبان في أغلب مناطق الولاية لها علاقة مباشرة باليورانيوم والأفيون، فالقوات الأمنية منشغلة في قتال المتمردين والمسؤولين منهمكين في إدارة الحرب والبحث عن سبل كفيلة لتأمين إستقرار مواطنيها وليس لديها الوقت الكافي للتحقيق في إدعاءات نهب اليورانيوم أو مكافحة المخدرات.

وعلى الطرف المقابل فإن القوات الأجنبية تشتغل إستمرار المعارك بالشكل الأمثل وتتصرف بحرية تامة في إدارة شؤونها في هلمند، وكما أن زراعة وإنتاج وبيع المخدرات يساعد على تمويل الإرهاب والحرب فإن لصوص المعادن النفيسة يستفيدون من ظروف توسع رقعة تلك المواجهات المسلحة.

 

إختلاف التقديرات عن كميات اليورانيوم

7ل

من ناحية أخرى فإن الإختلافات حول حجم كميات اليورانيوم في هلمند خلق تساؤلات عن هدف الولايات المتحدة في إعلان تلك الكميات بأقل مما هي عليه في الحقيقة، ففي حين أن منظمة الناسا قدرت حجم اليورانيوم الموجود في هلمند بواحد تريليون دولار إلا أن وزارة المعادن الأفغانية أكدت أن إجمالي سعر اليورانيوم الأفغاني يقدر بثلاثة تريليونات دولار.

على أن هذا الإختلاف في حجم اليوارنيوم يساعد الأمريكيين على نقل نحو 2 تريليون دولار إلى خارج أفغانستان ومن ثم تأكيد رواية الناسا حتى لايتعرضوا للمسائلة.

Author

أفغانستان

الولايات المتحدة

اليوارنيوم

بريطانيا

طالبان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.