أعلنت خمس من كبريات الهيئات الصناعية في ألمانيا أن كبار رجال الأعمال الألمان يخشون أن تؤدي الانقسامات العميقة حول سبل التعامل مع أزمة اللاجئين وتنامي النزعات القومية بين الدول الأعضاء إلى انهيار الاتحاد الأوروبي.
وتسبب وصول مئات الآلاف من الفارين من الحرب والفقر في دول مثل العراق وسوريا إلى أوروبا هذا العام، في تأزم العلاقات بين الدول الأوروبية، بعد أن أثرت فيها سلباً الأزمة المالية لمنطقة اليورو.
وعلاوة على ذلك يرى رؤساء أشهر مجموعات الأعمال في ألمانيا لـ”رويترز”، أن تنامي النزعات القومية قد يعرّض ثروة أوروبا ونجاحها الاقتصادي وأمنها للخطر.
ويقول رئيس اتحاد الصناعات الألمانية اولريتش غريلو: “سيكون العام المقبل حاسماً لأوروبا. أخشى كثيراً على مستقبل الاتحاد الأوروبي”.
أما رئيس اتحاد الحرف هانز بيتر فولسايفر، فيشير الى أن غياب التضامن داخل الاتحاد يعني أن أوروبا تعرض كل إنجازات العقود السابقة للخطر. أود أن أرى مثالاً قوياً على وحدة أوروبا”.2
ومن جهته يقول رئيس اتحاد “بي.غي.ايه” للبيع بالجملة والتجارة الخارجية، أنطون بيرنر، إن أحد أكبر المخاطر العام المقبل سيكون تفسخ أوروبا.
وتتطلع ألمانيا إلى شركائها في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة أزمة اللاجئين، لكنها تواجه مقاومة من بعض الدول خاصة في شرق أوروبا.
وأثار تدفق اللاجئين مخاوف أمنية وزاد من شعبية أحزاب تشكك في الاتحاد مثل “حزب البديل من أجل ألمانيا” وحزب “الجبهة الوطنية” في فرنسا وحكومة “حزب القانون والعدالة” في بولندا و”حزب الاستقلال” البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي.
ويقول رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية  إيريك شفايتسر إن “أوروبا تعيش مناخاً صعباً منذ وقت طويل”.
ويضيف أن الحلول القومية للمشاكل الدولية لم تعد كافية وأن أوروبا كان لها ثقل في العالم عندما تصرفت دولها بشكل موحد.
وإلى جانب أزمة اللاجئين يعارض المسؤولون الأوروبيون مطالب بريطانيا لإصلاح الاتحاد قبل استفتاء على بقائها فيه.
ويدعو رئيس اتحادات الموظفين في ألمانيا (بي.دي.ايه)، اينجو كرامر الاتحاد الأوروبي إلى أخذ مطالب بريطانيا بالتغيير على محمل الجد حتى تبقى بريطانيا داخله.