أفغانستان ضحية الصراع الهندي الباكستاني

13 يناير 2016

 

إن باكستان و منذ تأسيسها كانت إحدى البلدان التي أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات مع أفغانستان، فضلاً عن علاقتها المتوترة مع الهند بسبب قضية كشمير المتنازع عليها بين البلدين.

على أن الإختلافات الحدودية الباكستانية لاتقتصر مع الهند فحسب ويمكن رؤية هذا النزاع مع أفغانستان أيضاً، ومعظم الأفغان يعتبرون بأن قضية خط ديورند أحد الأسباب الرئيسية للتدخلات الباكستانية في الشأن الداخلي الأفغاني.

17

فالنزاع الباكستاني الهندي بسبب كشمير من جهة ووالبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي نفذتها الأخيرة في أفغانستان من ناحية أخرى أثار مخاوف الباكستانيين من إتساع نفوذ نيودلهي في أفغانستان.

وفي الوقت نفسه، وبسبب الدعم العلني الذي تقدمه باكستان لجماعة طالبان وغيرها من المجموعات المعارضة لحكومة كابول وفي كل مرة تقوم بها تلك الجماعات بتنفيذ إعتداءات في البلاد تتجه الأنظار دوماً إلى إسلام آباد بإعتبارها متواطئة في الجريمة.

وعلى الطرف الآخر ومع كل عمل جيد تقوم بها الهند في المجالات الإقتصادية أو تأسيس البنى التحتية و المنشأت الحكومية فبشكل غير إرادي أنظار الأفغان تتجه نحو نيودلهي.

لكن وسط هذا الحديث، فإن أفغانستان واقعة تحت تأثير مصالح بلدين ألحقا أكبر حجم من الأضرار في أفغانستان، القسم الأكبر من تلك الأضرار يتحملها الباكستانيون.

خلال فترة ليست بعيدة بدى هذا التنافس جلياً من آداء البلدين وجهاز الإستخبارات التابع لهما، ففي الأسبوع المنصرم تعرضت قنصلية الهند في مدينة مزار شريف بشمال أفغانستان إلى هجوم مسلح دام لأكثر من 24 ساعة.

وبعد إنتهاء الهجوم إتضح من خلال الصور التي نشر على مواقع التواصل الإجتماعي بأن المهاجمين الستة كانوا يتحدثون بلغة البشتو وقد كتبوا على جدران المبنى الذي كانوا يتحصنون فيها كلمات بالبشتو أيضا.

هذا الهجوم ساق الأنظار مرة أخرى نحو إسلام آباد، وكأنه أصبح من الطبيعي أن تفعل أعمالاً تتنفى مع الوعود التي قطعتها بدعم إستقرار أفغانستان والعمل على تحقيق مصالحها الخاصة.

واليوم وبعد مضي أسبوع على تلك الهجوم تعرضت القنصلية الباكستانية في مدينة جلال آباد شرقي البلاد إلى هجوم عنيف، ورغم أنها لم تستمر لكثير من الوقت كما حدث في مزار شريف إلا أن الذي إستهدف المكان من المؤكد أنها مؤسسة تعارض التوجهات الباكستانية.

الهجوم على القنصلية الباكستانية اليوم يعتبر هاماً لسببين؛ أولاً لأن هذا الهجوم تم التخطيط لها من قبل الهند في إطار ردها على الهجوم الذي تعرضت لها قنصليتها في شمال البلاد.

وربما قد تكون الإستخبارات الباكستانية وراء هجوم اليوم لتغيير وجهات النظر التي تروج لها الهند.

فإذا صح السبب الأول فهذا يدل على حربا بالوكالة تعيشها أفغانستان وتسببت بسقوط الكثير من مواطنيها المدنيين و عناصرها الأمنية.

وهنا يجب أن نذكر بأنه وبعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الهندية فإن كثيراً من الخبراء ووسائل الإعلام الغربية أعربت عن قلقها من الصراع بالوكالة بين نيودلهي وإسلام آباد يدور رحاها في أفغانستان.

وداخل البلاد أيضا هناك قلق ومجلس النواب عبر مراراً عن مخاوفه من الصراع بالوكالة في البلاد وطالب غير مرة بإجراء أبحاث جدية في هذا الصدد كما أنه دعى البلدان ذات الصلة بعدم جعل أفغانستان ساحة لتحقيق أهدافها الخاصة.

في مثل هذه الحالات لطالما تعرضت تلك البلدان إلى خسائر فادحة في الأرواح اما البلدان المتنافسة لاتعير أي أهمية لهذه التضحيات أو الخسائر طالما أنها لاتتكبد خسائر فيها.

ووسط هذا التنافس السلبي على أفغانستان إنتهاج سياسة خارجية مناسبة وناجعة وأن تحث البلدان والمؤسسات التي وقعت معها إتفاقيات أمنية على وقف دوامة العنف والحرب بالوكالة في البلاد حتى لايتسع شعاعها إلى مناطق أخرى.

لكن؛ إذا إتضح صحة النقطة الثانية فيصبح الموضوع أشد خطراً لأن إسلام آباد وفي محاولة لتحقيق أهدافها بصدد توتير العلاقة بين كابول ونيودلهي بدون أن تكون الهند ضالعة في الهجمات الأخيرة، الأمر الذي يعد إستفزازاً واضحا ويؤدي إلى غضب المسؤولين الهنود.

في جميع الأحوال فإن إحلال السلام والإستقرار في أفغانستان يكمن في إذعان الهند وباكستان بإيجاد حلول مشتركة لعملية السلام الأفغانية والعمل على دعمها.

Author

أفغانستان

الهند

باكستان


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.