أسباب فشل امريكا في افغانستان

22 أكتوبر 2014

أسباب فشل امريكا في افغانستان

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان

نشرت المجلة الفصلية (Cairo Review)، الصادرة عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة مقالًا بعنوان “ما بدى خطًأ”، حيث حلل الكاتب أسباب فشل الغزو الأمريكي لأفغانستان.
وذكر الكاتب الصحفى “إدوارد جيرارديت، أمريكى- أوروبي الأصل، أن الغزو الأمريكي لأفغانستان أثبت فشله بعكس ما توقع الخبراء من الدبلوماسيين والصحفيين والمحللين في الوقت الذي قررت فيه أمريكا شن حربًا على الإرهاب في أكتوبر 2001 بأفغانستان متجاهلة التاريخ وحقائق أساسية مهمة.
وقال إن أمريكا أظهرت غطرستها عندما قررت وضع إستراتيجية طويلة الأمد على أن تكون خطة متواضعة وفى نفس الوقت عالية الذكاء معتقدة أنها سوف تقلل من الصراع المستمر منذ 22 عامًا عندما تدخلت أمريكا وقوات التحالف.
ولذلك تكلف هذا التدخل العسكري 13 عامًا من الموارد والأرواح في مقابل نتائج بسيطة جدًا لحل مشاكل أفغانستان.
ويقول الكاتب إن نجاح أفغانستان في حل مشكلاتها سوف يتوقف على الجيش والشرطة الأفغانية والميليشيات وكذلك قدرة الدولة على تحسين وضع الاقتصاد بها وإزدهاره مستندة إلى نظام سياسي واسع النطاق وموثوق به، موضحًا أنه بحسب ما ذكره البنك الدولى فإن أفغانستان لن تقدر على الاستمرار كدولة بدون مساعدات أجنبية حتى عام 2024، وذلك فقط إذا تحقق السلام والأمن خلال تلك الفترة.
وتساءل الكاتب عن المستقبل السياسي لأفغانستان الذي يراه تساؤلًا مفتوحًا بنسبة كبيرة، موضحًا أنه في أغسطس 2014 انسحبت قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان وأبقت 40 ألفًا على أرضها تاركة الدولة مستمرة في حربها.
ولذلك، فاليوم 70% من الدولة يعتبر منطقة أمنية خطيرة على الأجانب والمنظمات الدولية وخاصة عمال الإغاثة وكذلك المواطنين أنفسهم، ما يستدعى ضرورة وجود حل سياسي.
وأكد المقال أن عام 2015 سيكون اختبارًا حاسمًا لفعالية 352 ألفًا من قوات الأمن الأفغانية القوية إضافة إلى التحدى الذي تواجهه الحكومة في كابول وهو مدى احتفاظها بثقة الأفغان.
ويعتقد الكاتب أن التوقعات غير واعدة خاصة بعد تزوير التصويت وعقد اتفاقات سرية في الانتخابات الرئاسية لعام 2014.
وذكر الكاتب تحت العنوان الجانبى “الأفغان العرب” سببًا جوهريًا لفشل الغرب وهو رفض التعلم من الدروس التاريخية.
فكانت هناك أسبابًا واضحة لفشل بريطانيا في محاولاتها أن تحكم أفغانستان أثناء الحرب الأنجلو- أفغانية.
ويخلص إلى أن ذلك يمكنه التأثيرعلى السياسة الخارجية لكابول بينما لايستطيع أن يتحكم في الأفغان بالداخل.
واستطرد قائلا إن الدرس الأساسى الذي تعلمته على لسان عقيد بريطانى بقوات الناتو عام 2002 هو “لا تحتلوا أفغانستان أبدًا ” لأن أي أجنبى أيًا كانت جنسيته لن يستطيع أن يحكم هذه البلد وشعبها.
ولم يختلف الموقف كثيرًا في 2014، فالجنود والبوليس والموظفون المدنيون في حاجة لأن يلعبوا كل الأدوار كواقع حتمى للحفاظ على الحياة، ويبدو أن كل فرد لديه أحد أفراد أسرته في طالبان بينما آخر يعمل في الحكومة، وهناك العديد من الأفغان من حزب طالبان وشبكة حقانى في كابول والحكومات الاقليمية، وهناك آفغان كثيرون أيضا ينتزعون مايستطيعون من النظام ولكنهم مستعدون للمغادرة إذا ساءت الأمور، والعديد منهم جنرالات أفغان لديهم من قبل أماكن يهربون إليها في دبى وأبو ظبى وأماكن أخرى.
وفى سبتمبر 2014، نقلت الإذاعة البريطانية (BBC) نية حزب حكمتيار أن ينضم لقضية الدولة الإسلامية بالعراق وسوريا (ISIS)، ما يشير إلى عولمة جديدة للصراع تعطي مبررًا لكل من واشنطن وحلفائها من الناتو بإعادة النظر في الانسحاب من أفغانستان.
وفى الثمانينيات، تجمع الآلاف من المحاربين الإسلاميين الأجانب من مصر والجزائر والعراق وأيضًا من ألمانيا للمساعدة، وبوضوح فإن كثيرًا منهم لم يكن هناك من أجل الأفغان، ولكن ليستفيدوا من التجربة بأن أفغانستان هي الجهاد الفعال الوحيد في العالم.
وكان أسامة بن لادن ( الذي التقيت به مرتين في إقليم كونار أثناء الأيام الأخيرة من الاحتلال السوفيتي)، أحد هؤلاء المجاهدين الأجانب.
وتوجه أخيرًا العديد من الأفغان إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط والبلقان ومعهم برنامج أساسي للإسلام السياسي وهدفهم زيادة نشر الجهاد في جميع بقاع الأرض، وبدأ بعض من قادتهم إجراء اختبارهم الأول للمعركة في أفغانستان وظهر جزئيًا عنفهم واضحًا في تنفيذ القتل بذبح – شكل ليس من أشكال القتل الأفغاني – العشرات من السجناء بواسطة الجهاديين العرب لحث الحكومة للمحاربة بقوة طالما قوات الجيش الأحمر قد رحلت.
ويشير الكاتب إلى تكاليف التدخل قائلًا برغم التحول الايجابي السريع الذي حققته واشنطن ولندن وبروكسل في حرب أفغانستان فإنه من العدل أن نسأل هل كان ذلك يستحق الأرواح التي فقدت، وبلايين الدولارات التي أنفقت، وخاصة أنه كانت هناك اختيارات أخرى متاحة لصانعى القرار السياسي؟؟ فقد أنفق الجيش الأمريكى أكثر من 496 بليون دولار أمريكى – غير متضمنة ما أنفقه الحلفاء الآخرون – كان الأحرى أن يتم إنفاقها على التنمية ومبادرات الاستثمار وبناء الطرق وإيجاد وظائف في المناطق الريفية ونواحى إيجابية أخرى بما يحقق إستراتيجية أفضل.
يقوم المجتمع الدولى هذه الأيام – على عكس الاحتلال السوفييتى – بتنفيذ برامج تنمية قومية، ولكن الكثير منها دمرته الحرب. فقد تأثرت العلاقات مع السكان المحليين بسبب الطريقة التي استخدمها الأمريكان وحلفاؤهم من قتل أو اعتقال لمسلحين مشتبه بهم، أو الإرهابيين، وغالبا حبسهم دون مراعاة الأصول القانونية في مراكز الاعتقال مثل جوانتانامو وأماكن أخرى.
وقد أدت حرب أمريكا في العراق عام 2003، إلى فقدان واشنطن تركيزها في أفغانستان، مما أفقدها القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرار الأفضل في تحقيق الأمن الواقعى.
أدت الإستراتيجية – التي فشلت في تعويض المزارعين المحليين، وأفادت هؤلاء الذين لهم علاقة بالحكومة، وحفنة من أغنياء الحرب الإقليميين والمحافظين – إلى انقلاب الكثير من الأفغان ضد نظام حكومة كابل.
وكان من الأفضل التركيز بأموال أقل في برامج زراعية كثيرة كوسيلة لخلق اقتصاد أكثر تطبيقًا.
وأوضح الكاتب قصة التحذيرات مؤكدًا أنه بينما لاقي الغزو الذي قادته الولايات المتحدة تأييدًا كبيرًا، فإن الاحتلال بدأ يفقد التأييد الشعبى كلما طالت مدة بقاء القوات الأجنبية.
وكان جزءًا من هذا العداء نتيجة الأعداد المتزايدة من القتلى من جراء إلقاء قنابل دول الناتو، العمليات الأرضية، أو إطلاق النار سواء متعمد أو بمحض الصدفة.
وقد عملت قوات الناتو على الاستثمار والتعويض أينما أمكن ولكن الاعتذارات العامة والديات لم تكن كافية.
وتجاهلت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” التحذيرات بأن أي محاولات بشأن أفغانستان يجب ألا تتضمن إلقاء كميات هائلة من التمويل، بل أيضًا بأن التركيز يجب أن يكون على التنمية الواعية المدروسة في مدن المحافظات والريف حيث يقيم أكثر من 70% من الأفغان.
في ختام مقاله تساءل جيرارديت ثم ماذا بعد؟؟ قائلا إن هناك فكرة مقترحة تهدف إلى تعزيز حلا طويل الأجل وهو الاعتراف بسيطرة طالبان في مناطق مختارة، ولكن بعد ذلك تسعى إلى العمل مع مجالس الثائرين في محاولة لكسب القبول من خلال الإصلاح المستهدف.
فالهدف العام، الذي اتفق عليه المؤيدون للفكرة، هو إظهار ما يمكن أن يحققه الدعم الدولي من خلال السلام.

Author

اسباب

افغانستان

امريكا

فشل

قوات


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.