أردوغان يتخلى عن المغامرة ويزور روسيا

10 أغسطس 2016

في زيارة خارجية هي الأولى له بعد الانقلاب الفاشل، كرّس رجب طيب أردوغان شخصياً المصالحة مع موسكو، لتكون بمثابة خطوة أولى لعودة بلاده إلى ممارسة دور إقليمي متوازن ومضبوط على إيقاع العلاقات وتبادل المصالح مع القوى المؤثرة في المنطقة، دون الخوض في مغامرات غير محسوبة.

3

التطبيع مع روسيا بدأ مع رسالة اعتذار أردوغان أواخر حزيران الماضي، ليأتي الانقلاب الفاشل ومبادرة نظيره فلاديمير بوتين، عبر اتصال لتأكيد الدعم في وجه الانقلابيين، ويفتح فرصة حقيقية للعودة على مسار عودة العلاقات، تكلّلت بلقاء الرئيسين أمس، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، في أول زيارة خارجية لأردوغان بعد الانقلاب.

اللقاء الذي حمل طابعاً اقتصادياً في ظل إعلان بدء العمل لعودة الاستثمارات والتجارة بين البلدين، تضمّن أيضاً رسائل مهمة إلى الأوروبيين والأميركيين الذين «خذلوا الديموقراطية»، تلوّح إلى إمكانية تقارب حقيقي مع عدو «حلف شمال الأطلسي» الأول.

وأكّد الرئيسان أن المسألة السورية ستُبحَث خلال اجتماع منفصل بمشاركة وزيري الخارجية وممثلي الاستخبارات.

كذلك، جدد بوتين إدانته لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، معرباً عن أمله أن «تتمكن تركيا بقيادة أردوغان من تجاوز آثار تلك المحنة وتثبيت النظام والشرعية الدستورية»، ومذكّراً بكونه أول الرؤساء الذين أعربوا عن دعمهم للقيادة التركية في وجه المحاولة الانقلابية.

ورحّب بالزيارة التي «تأتي في ظل الظروف السياسية الداخلية المعقدة التي تعيشها تركيا»، موضحاً أنها تعبّر عن «الإرادة المشتركة لإعادة الحوار نحو تطبيع العلاقات». وأوضح أن روسيا ستبدأ برفع القيود المفروضة على تركيا على مراحل، لافتاً إلى أن «النقطة الأهم تكمن في استئناف التعاون في مجال الطاقة، الأمر الذي يتطلب خطوات سياسية فعالة نحو تحقيق تلك المشاريع»، وأضاف أن «الجانب التركي قد أخذ بالفعل عدداً من الخطوات في هذا المجال»، مشيراً إلى «قرب استئناف رحلات (شارتر) إلى تركيا، والسماح لشركات الإنشاءات التركية بالعودة إلى السوق الروسية». وأعرب عن ثقته «بالآفاق الواعدة» باستئناف التعاون في مجال السياحة، في ظل تقديم الجانب التركي الضمانات الضرورية بشأن أمن المواطنين الروس.

وأوضح أن «مباحثات اليوم ستتبعها اجتماعات ضمن إطار موسع بمشاركة الوزراء ورؤساء الهيئات والشركات الكبرى، لتحديد جدول الخطوات والمهمات الأولية لاستعادة العلاقات المتعددة الجوانب».

من جهته، لفت الرئيس التركي إلى أنّ روسيا ستُمنَح وضعية استثمار استراتيجي في محطة «أقويو» النووية، إضافة إلى رفع مستوى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وإنشاء الصندوق التركي ــ الروسي للاستثمارات المشتركة، مشيراً إلى أن «هدفنا قبل الأزمة كان الوصول إلى حجم تبادل تجاري يبلغ نحو 100 مليار دولار، ونحن الآن عازمون على السير باتجاه هذا الهدف». وأوضح أن «العمل على مشروع (السيل التركي) سيستكمل في أقرب وقت، بعد إجراء الجانبين لمراجعة شاملة ودقيقة».

وفي سياق آخر، رأى وزير العدل التركي بكر بوزداغ، في حديث لوكالة «الأناضول» أن الولايات المتحدة «قد تضحّي بعلاقاتها مع تركيا من أجل إرهابي» في إشارة إلى الداعية فتح الله غولن، موضحاً أن بلاده «لم تتسلّم حتى هذه اللحظة أي ردّ رسمي من واشنطن» بهذا الشأن.

Author

ارودغان

بوتين

تركيا

روسيا

سوريا


اكتب تعليقك الخاص عنون البريد الألكتروني ورقم الهاتف لن يظهر في التعليق

نام

ایمیل

دیدگاه


برای گزاشتن تصویر خودتان به سایت Gravatar مراجعه کنید.