العربیه

منظمة خلق.. حرية ومساواة زائفة

مابین سنوات91 و 92 ألتحقت فتاة شابة تدعى نسرين أحمدي إلى منظمة مجاهدي خلق ، ومما جعل هذه الفتاة تنضم إلى فرقة رجوي عاطفتها والتطلعاتها إلى الحرية وقلة الوعي لديها ، فقد كانت تظن أن منظمة مجاهدي خلق هي المنجي والمنادي بالحرية !!

هي لم تمضي الكثير من الوقت في تشكيلات المنظمة إلى أن أصبحت عدواً لدود لقادة التنظيم هناك،وبما أن جميع أعمال الأعضاء كانت مراقبة وتحت السيطرة ولا يُسمح لأحد أن يتكلم أو يعارض آراء التنظيم ، هي لم تستطع أن تتحمل قوانين العصور الوسطى وفي الوقت الذي كانت فيه ضمن تشكيل التنظيم حُكم على أحد الرجال بالصلب كالعصور الوسطى لأنها تحدثت معه لعدة مرات . ولأن المرأة لا يسمح لها بالوقوف و التحدث مع الرجال وبسبب السلوك العاطفي والميل للصداقة لديها فقد هُددت في إجتماعات التنظيم وتم تحقيرها وتحطيم شخصيتها بحيث لم تستطع الأكمال في تشكيلات التنظيم بسبب الوضع المزري هناك.

ومع إستمرار هذه الصعوبات والضغوط فقد تعرضت للضرب من قِبل أحد نساء القادة المتوحشين في التنظيم والمعروفة بإسم “مهوش سبهری”(الملقبة بنسرين) ومع هذا الحد الكبير من الضغوط والتحرشات فقد فقدت الأمل من الحياة ومن إيجاد طريق للتخلص من حصار هذا التنظيم ويروى أنها أقدمت على الإنتحار ولهذا فإنها أضاعت سنوات شبابها وكانت ضحية الأيديولوجية في هذا التنظيم.

ووفقا لمعلومات أصدقائها والناس الذين أنقذوا نفسهم بعد سنوات من هذا التنظيم، فقد تم قتلها ونقلها إلى أحد المقابر في مدن العراق وتم دفنها بشكل مخفي .لكي لايعلم أحد ضمن التنظيم بخبر قتلها ومكان دفنها .و يبقى هذا الموضوع طي الكتمان. يعتقد بعض الناس بأن مهوش سبهري هي من قامت بقتل نسرين احمدي. وهذه هي حكاية إختفاء ودفن نسرين احمدي….

ومن القضايا المؤسفة الأخرى والحزينة الذي روها لي “خليل رمضاني نصب” الشاهد على موت احمدي ، كيف فقدت نسرين احمدي حياتها تحت تعذيب مهوش سبهري(الملقبة بنسرين ) ،خليل رمضان هو أحد الأفراد الذين أمضوا ما يقرب عن عشرين عاماً في منظمة رجوي وقبل مغادرته لمعسكر أشرف ومجيئه لمخيم في امريكا فقد كان قائداً لفرقة هناك وذات رتبة عالية. وفي هذا الصدد قال خليل لي أن نسرين احمدي من الناس الذين أنتقلوا إلى معسكر رجوي في سنة 1995 يعني بعد ثلاث سنوات من أنضمامها إلى تنظيم رجوي،حيث كان عمرها 25 سنة وكانت سائقة عربة BMP . بعد مدة من العمل في معسكر اشرف وبسبب العلاقات الفاشية وضد الحرية فقد ضاقت عليها الدنيا وفقدت آمالها من الناحية الروحية ويأست كثيراً برؤية السلوك المتبع من قِبل القادة في المعسكر مع البقية الموجودين ،وفي النتيجة فقد تعارضت آرائها من قادتها وقررت التخلي عن منظمة رجوي . ولكن قادة التنظيم أختلقو الحجج ووضعو ذرائع كاذبة و مختلفة لمنعها من مغادرة المخيم حتى الوقت الذي قامت فيه “مهوش سبهري” بإحضار نسرين إلى مكتبها بحضول ثماني أشخاص بما فيهم “خليل رمضاني نصب” وقامت بتوجيهم لمدة ساعة لكي يقنعوا نسرين عن التخلى عن فكرتها بترك المنظمة وقالوا لها علينا بأي شكلٍ من الأشكال أن نقوم بإرضاها حتى تقوم بإعادة النظر في قرارها وتغير نظرها حول أهداف المنظمة . لأنها إذا وصلت إلى أوربا فأنه يخشى أن تجعل المواقف ضد المنظمة وتقوم بكشف المنظمة .

وقد أكمل خليل القصة قائلاً: ثم استدعت “مهوش سبهري” “نسرين احمدي” إلى مكان جلستنا وعند رؤيتها سعت “مهوش” مع باقي القادة في الجلسة إلى تغير رأي نسرين والعدول عن قرارها بترك المنظمة ولكن نسرين كانت مصممة بشكل كبير على القرار ومنذ بدأ الجلسة حتى آخر الجلسة والتي بدأت بالواحدة ظهراً وإستمرت للساعة الثامنة مساءاً بقيت نسرين ثابتة على قرارها وبعد البحث والمجادلة الكثيرة قالت نسرين بأنها ليس لديها أي رغبة بالبقاء في المنظمة وتريد أن يهيئوا لها الطريق للخروج من أرض المعسكر ، وفي حوالي الساعة الثامنة مساءاً فجأة أصبحت “مهوش سبهري” عصبية بشكل كبير وبواسطة قضيب حديدي كانت قد جهزته مسبقاً قامت بضرب نسرين على رأسها حتى وقعت على الأرض وفقدت وعيها.

أحد القادة الذين رأو هذا المشهد قال لـ”مهوش سبهري” بأن يقوم بنقل نسرين إلى المستشفى ولكن ردت مهوش بدمِ باردٍ إن نسرين هي من جلبت الموت لنفسها ،وبعد مدة رأينا أن قلب نسرين قد توقف. أنا كشاهد على هذا المشهد المؤلم كنت خائفاً جداً و مندهش أحدق بجسد نسرين الميت والتي كان أمامي قبل دقائق قليلة حية تُرزق وعلى الفور أمرت مهوش عدة أشخاص من القادة في الجلسة بنقل جسد نسرين من هناك.وبعد ساعتين أستدعت “مهوش سبهري” القادة الذين حضروا الجلسة إلى مكتبها وقالت أن نسرين احمدي ماتت بسكتة دماغية بسبب السوابق المرضية وحذرتنا بأن نتكلم حول هذا الموضوع وعند خروجنا من مكتبها قالت:مارأيتوه ،أعتبروا أنكم لم تروه!!

Author

Exit mobile version