العربیه

معارك قندوز تخيم على مؤتمر بروكسل حول أفغانستان

بدأت اليوم محادثات دولية في بروكسل حول أفغانستان، حيث تخيم عليها الاشتباكات التي وقعت في مدينة قندوز شمال أفغانستان بين قوات الأمن ومسلحي طالبان.

ويجمع المؤتمر أكثر من 70 دولة وما يصل إلى 30 منظمة دولية، للتعهد بتوفير دعم سياسي ومالي لتنمية الدولة التي مزقتها الحرب، حتى نهاية عام 2020.

وعلى الرغم من إنفاق مليارات دولارات من حزم المساعدات في أفغانستان على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، إلا أنها ما زالت واحدة من أكثر الدول فقرا وافتقارا للاستقرار في العالم، حيث ينتشر بها الفساد. وما زال الأمن يمثل مصدرا كبيرا للقلق، حيث تسعى قوات الحكومة – التي تعاني من ضعف التدريب والتجهيز – لصد عناصر طالبان، في الوقت الذي يمثل فيه تنظيم (داعش) تهديدا متزايدا.

ويشار إلى أن الهدف من محادثات بروكسل، التي يرعاها الاتحاد الأوروبي، هو الحفاظ على حجم التمويل المحدد بأربعة مليارات للسنوات الأربع المقبلة، وتم التعهد بدفعه سنويا في عام 2012.

وقال مسؤولون: إن القوات الأفغانية استعادت السيطرة على الجزء الأكبر من مدينة قندوز بشمال البلاد أمس وسط اشتباكات متقطعة وذلك بعد يوم من تقدم مقاتلي حركة طالبان صوب وسط المدينة أمام مقاومة بدت ضعيفة. لكن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ذات صلة بطالبان سخرت من القوات الأفغانية والغرب الذي يدعمها أثناء هجوم أمس الأول وقالت إن مقاتلي طالبان ما زالوا داخل مدينة قندوز أمس وإن «اشتباكات ما زالت جارية» وإن قوات الحكومة «تفر» أمامهم.

ويسلط هجوم قندوز علاوة على سيطرة طالبان على مناطق في هلمند وارزكان حيث يهددون أيضا عاصمتي الإقليمين الضوء على قوة المتمردين المتزايدة وضعف الحكومة التي تجتمع مع مانحين دوليين في بروكسل هذا الأسبوع من أجل الحصول على مليارات الدولارات كمساعدات إضافية.

وطاردت الأسئلة قوات الأمن الأفغانية في الوقت الذي نقلت فيه تقارير عن الجيش الأمريكي قوله إنه توصل إلى دليل ضعيف على وقوع قتال حقيقي مع تقدم طالبان صوب المدينة في حين قال بعض الشهود إن الكثير من قوات الشرطة تخلوا ببساطة عن أماكنهم عند نقاط التفتيش دون إطلاق رصاصة واحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري إنه لم يتم التخلي عن أي نقطة تفتيش بها قوات من الجيش.

وقال صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية للصحفيين في كابول إن مسؤولين أفغانا ما زالوا يحققون في كيفية تسلل مقاتلي طالبان عبر دفاعات المدينة رغم مرور عدة شهور على بدء عمليات عسكرية هدفت لمنع تكرار تسللهم العام الماضي.

وأضاف «حتى الآن ما زلنا نركز على تطهير المدينة.»

في السياق ذكرت دوائر حكومية أمس في العاصمة الألمانية برلين أن ألمانيا سوف تقدم مساعدات لأفغانستان تقدر بالمليارات خلال الأعوام القادمة، ولكنها مرتبطة بشروط. وتستند المصادر في ذلك إلى وثيقة خاصة بوزارة الخارجية الألمانية في مؤتمر المانحين لأفغانستان المنعقد ببروكسل. وبحسب الوثيقة، فإن ألمانيا مستعدة لتقديم ما يصل إلى 7ر1 مليار يورو لتنمية أفغانستان وإعادة بنائها خلال الأربعة أعوام القادمة. وأضافت المصادر أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير صرح بشكل واضح في المؤتمر بأن هذه المساعدات مرهونة بتوقعات واضحة.

وأوضح أن هذه التوقعات تشمل أن يكون هناك حكومة مسؤولة وتتصرف بفاعلية في أفغانستان إلى جانب تحقيق أوجه تقدم في أجندة الإصلاح من أجل إتاحة مكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان وإحداث تطور ديمقراطي واقتصادي أيضا.

وشدد شتاينماير أيضا على ضرورة أن تواصل الحكومة الأفغانية تعاونها بشكل وثيق في كل القضايا المتعلقة بالهجرة.

وأكد وزير الخارجية الألماني: «يتعين على الأطراف السياسية الفاعلة في أفغانستان الاطلاع بمسؤولية مصلحة المواطنين في بلادها».

Author

Exit mobile version