العربیه

ماذا بعد تحرير الموصل من داعش؟

ماذا بعد تحرير الموصل من داعش؟

لم يبق سوى الإعلان الرسمي عن النصر على داعش في الموصل، هذا يتم اليوم الاثنين.

خلافة داعش باتت في خبر كان، ثبت أنها خلافةُ وهمٍ زائف وخرافة مزيّفة. وهذا لا يعني أن داعش انتهى.

 المقصود هو نهاية ما سماها أصحابها بخلافة وتنصيب زعيمهم أبو بكر البغدادي خليفة وأميراً للمؤمنين، من هنا يكتسب تحرير الموصل بهزيمة داعش أهمية مضاعفة وخاصة.

في الموصل أُعلنت الخلافة وفيها تنتهي، في الموصل أطلَّ البغدادي منتحلاً صفة خليفة وفيها تُسحب منه لينتهي كلّياً دينياً وفقهياً. بهذا المعنى يصبح تحرير الموصل ضربة رمزية فعلية في الصميم الداعشي.

تحرير الموصل يشكل خسارة فادحة لحملات داعش المستمرة في تجنيد الأتباع واحتواء الشباب العرب المضلَلين واليائسين والغاضبين، والباحثين عن تنظيم أو أي إطار يحتضنهم ويشبع غرائزهم في الانتقام والتمرد باسم الدين.

تحرير الموصل تشكل انتكاسة كبرى لمشاريع وقوى ودول راهنت وموّلت ودعمت ووفرت غطاءً إعلامياً وسياسياً لداعش في حربهم على العراق وسوريا، يزداد التحرير أهمية بالتزامن مع العاصفة الخليجية التي تضرب دولاً شكلت رافعة عملية وحقيقية لداعش، تشريعاً وفقهياً وتحريضاً إعلامياً وفتنة مذهبية وسنداً مالياً.

أثبت تحرير الموصل صواب الخيار العسكري في مواجهة داعش والتطرف والإرهاب.

القوات العراقية المسلحة بتشكيلاتها المتعددة أثبتت جدارة عالية. لديها غرفة عمليات مشتركة مركزية، استفادت بقوة من إمكانات حلفائها وداعميها.

تحرير الموصل لقي إجماعاً دولياً، لأن حرب التحرير من قبل الشرعية العراقية كانت لدحر تنظيم إرهابي، لذا فإنّ من حقّ الشرعية السورية ضرب داعش وأخواته في حرب تحرير ضد الإرهاب أيضاً.

أكبر المستفيدين من دحر داعش عن الموصل هي إيران في السرّ والعلن.

 يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية مبتهجة في العلن من تحقق التحرير في الموصل، لكنها لا تخفي هواجسها الكبرى من إعادة إخراج قواتها من العراق على غرار ما جرى قبل ثماني سنوات.

ماذا بعد تحرير الموصل ميدانياً وسياسياً واستراتيجياً على المستوى العراقي والإقليمي والأميركي والدولي .

تحرير الموصل هو مكمّل للانتصارات الناجزة الكبرى التي حققها الحشد الشعبي في بقاع شاسعة جداً في العراق.

لم تكن واشنطن راغبة في أدوار متقدمة وميدانية حقيقية على الأرض، لكن خيار واشنطن لم يتحقق وبات الحشد الشعبي قوة ورقماً صعباً في أية معادلة، عراقية محلية وربما إقليمية إيرانية.

و ليس خافياً أن واشنطن لم تكن متحمسة مطلقاً في البداية بتحرير الموصل كاملة، وكانت تفضل الاكتفاء بتحرير الساحل الأيمن فقط للموصل لكن القوات العراقية رفضت هذا مطلقاً.

ماذا بعد داعش في الموصل؟

Author

Exit mobile version