العربیه

كيري في باكستان للضغط على الحكومة الجديدة

كيري في باكستان للضغط على الحكومة الجديدة

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء الى باكستان للضغط على الحكومة الجديدة للقضاء على مخابئ المسلحين الاسلاميين وسط استعدادات القوات الاجنبية بقيادة الولايات المتحدة لمغادرة افغانستان.

ووصل كيري الى اسلام اباد قبيل الساعة 21,00 (16,00 ت غ)، على ان يلتقي الخميس الرئيس الباكستاني المنتهية ولايته اصف علي زرداري ورئيس الوزراء نواز شريف وقائد اركان القوات المسلحة الجنرال اشفق كياني.

وشهدت العلاقات الاميركية الباكستانية توترا شديدا في السنوات الاخيرة، الا انها تحسنت قليلا بعد الازمة التي مرت بها بسبب العملية التي قامت بها الولايات المتحدة داخل الاراضي الباكستانية وادت الى مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

وتطالب اسلام اباد الولايات المتحدة بانهاء غاراتها الجوية التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار وتستهدف عناصر القاعدة وطالبان، بينما تطالبها واشنطن ببذل مزيد من الجهود للقضاء على التهديد الذي يمثله المسلحون الاسلاميون.

وتشكو باكستان، التي تسودها مشاعر معادية للولايات المتحدة، من ان واشنطن لا تقدر التضحيات التي تبذلها في مكافحة الارهاب وتقول انها خسرت 40 الف شخص منذ 2001.

الا ان مسؤولين اميركيين ياملون في ان يؤدي انتخاب شريف والانسحاب الوشيك للقوات الاجنبية من افغانستان الى اتاحة فرصة جديدة لاصلاح العلاقات بين البلدين.

وصرح مسؤول اميركي بارز للصحافيين “لقد شهدت علاقتنا مع باكستان اضطرابا شديدا خلال السنوات الاربع والنصف الماضية”.

واضاف “ولكن وابتداء من الصيف الماضي اعتقد اننا دخلنا مرحلة بناءة للغاية. ونحن نحاول فعلا ان تكون توقعاتنا اكثر واقعية وأن نكون اكثر واقعية”.

وتواجه باكستان تحديات كبيرة بسبب التمرد الداخلي الذي تقوده حركة طالبان الباكستانية، وتواجد مسلحين اجانب في مناطقها الحدودية مع افغانستان، اضافة الى تعثر الاقتصاد وازمة الطاقة.

وصرح مسؤول اميركي للصحافيين “كل ما اردناه دائما هو شراكة مع الشعب الباكستاني حول مجموعة القضايا المهمة بالنسبة لنا وهي مكافحة الارهاب، افغانستان، التجارة والاستثمارات، والاستقرار الاقليمي”.

واضاف “ورغم ان هذه المهمة لم تكن سهلة مطلقا، الا انها لا تزال مهمة للغاية”.

وهذه اول زيارة يقوم بها وزير خارجية اميركي لباكستان منذ تشرين الاول/اكتوبر 2011 عندما دعت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون اسلام اباد الى القضاء على ملاذات المسلحين الافغان وتشجيع طالبان على بدء محادثات سلام لانهاء الحرب في افغانستان.

وبعد نحو عامين، لا تزال الجهود متعثرة للتفاوض على نهاية للنزاع في افغانستان، كما ادى افتتاح مكتب لطالبان في قطر الشهر الماضي الى اغضاب كابول.

ويشوب انعدام الثقة العلاقات بين كابول واسلام اباد، ورغم ان الغرب يرى ان الدعم الباكستاني مهم للتوصل الى اي اتفاق سلام في افغانستان، الا ان العديد من الافغان يعتبرون باكستان حليفا لطالبان.

وكان كيري زار باكستان مرارا عندما كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، ويحظى بالاحترام في ذلك البلد.

فقد اسهم في صياغة مشروع قرار عام 2009 الذي يسعى الى منح باكستان 7,5 مليارات دولار من المساعدات التي تقدم لذلك البلد خلال خمس سنوات. كما انه قاد الجهود الاميركية لتعزيز الادارة المدنية في باكستان.

ومنذ فوزه في الانتخابات في ايار/مايو الماضي، قال شريف انه يرغب في تقوية علاقات بلاده مع واشنطن، الا ان على الولايات المتحدة ان تاخذ القلق الباكستاني بشان الغارات بطائرات بدون طيار على محمل الجد.

ووضع شريف النمو الاقتصادي وحل ازمة الطاقة على راس اولوياته، الا ان كيري يامل في الضغط على اسلام اباد للقضاء على ملاذات المسلحين.

وقال المسؤول الاميركي “لن يتمكنوا من مواجهة القضايا الامنية الداخلية ولن يتمكنوا من تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاستثمارات ولن يتمكنوا من ان يحظوا باستقرار جيرانهم الا اذا سيطروا بشكل اكبر على الملاذات الامنة”.

واضاف “انه نقاش لم يحقق سوى نجاح قليل، ولكننا سنواصل التاكيد ان هذه اولوية اساسية للحكومة”.

Author

Exit mobile version