أدان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي في شرق أفغانستان والتي يقول مسؤولون أفغان إنها أسفرت عن مقتل نحو تسعة مدنيين في أحدث مؤشر على الخلاف بين الرئيس وداعميه .
وانتقد مكتب كرزاي أيضا يوم الأحد المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان جيمس دوبنز بعد أن وصف الأخير الصراع الأفغاني بأنه “حرب أهلية”.
وقال مكتب الرئيس الأفغاني في بيان “وصف الرئيس حامد كرزاي الهجوم على النساء والأطفال بأنه ينافي جميع المبادئ المتفق عليها عالميا وأدانه بشدة.”
وسقوط قتلى بين المدنيين يمثل منذ فترة طويلة نقطة خلاف بين كرزاي والناتو .
ومنع كرزاي القوات الأفغانية من طلب ضربات جوية أجنبية غير أنه لا يجري الالتزام دائما بهذا الحظر وينصح حلف الأطلسي قواته بعدم قصف المناطق الآهلة بالسكان أو فتح النار عليها.
وكانت الغارة الجوية تستهدف متمردين في إقليم كونار الحدودي وهو إقليم جبلي يشترك في حدود طويلة مع مناطق قبلية مضطربة في باكستان.
ويعد إقليم كونار نقطة عبور لمسلحين أجانب بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة يقاتلون جنبا إلى جنب مع حركة طالبان.
وقالت اللفتنانت آن ماري أنيسيلي المتحدثة باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف الأطلسي “نؤكد أننا نفذنا ضربة دقيقة في… كونار ونؤكد مقتل عشرة من قوات العدو.”
وأضافت أن الحلف لم يتلق أي تقارير بسقوط ضحايا من المدنيين.
وقال قائد شرطة كونار عبد الحبيب سيد خيلي وحاكم الإقليم شجاع الملك جلالا إن ثمانية مدنيين على الأقل هم ثلاث نساء وأربعة أطفال وسائق شاحنة حوصروا في غارة جوية تستهدف مقاتلين من طالبان.
وأضافا أن الشاحنة أصيبت بعد أن سمح السائق لمقاتلي طالبان بركوبها.
وقال جلالا إن الضربة الجوية وقعت الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت.
وجاء انتقاد كرزاي لغارة حلف الأطلسي بعد ساعات من هجومه على مقابلة مع دوبنز يوم الخميس.
وسئل دوبنز عما إذا كان يتوقع اندلاع حرب أهلية في أفغانستان العام المقبل إذا عجزت الحكومة الأفغانية عن المصالحة مع طالبان التي تقاتل القوات المدعومة من الغرب منذ الإطاحة بها من السلطة في عام 2001.
ورد دوبنز قائلا “بالطبع هناك حرب أهلية في أفغانستان بالفعل.
السؤال هو متى ستشتد (هذه الحرب)؟”
وقال ايمال فايزي المتحدث باسم كرزاي في بيان “إذا كانت (هذه الحرب) تمردا لكانت قضية داخلية تخص أفغانستان لا تتطلب تدخلا عسكريا أمريكيا في أفغانستان.”
وأضاف “أفغانستان ضحية الإرهاب ونعتقد أن الحرب في بلادنا هي حرب ضد الإرهاب الذي تمتد جذوره إلى خارج أراضينا.
“سبب وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان هو الحرب ضد الإرهاب فحسب وفقا لتفويض الأمم المتحدة.”
ويبدو أن واشنطن تراجعت عن تصريحات دوبنز في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لسفارتها في كابول.
وقال البيان “لم يكن المقصود من التصريحات الاخيرة التي أشارت إلى أن أفغانستان تشهد حالة حرب أهلية وصف جميع جوانب الصراع في أفغانستان.”