العربیه

فوضى وإنفلات أمني في تونس وهجوم على الجيش

فوضى وإنفلات أمني في تونس وهجوم على الجيش

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

بعد حوادث الاغتيالات التي شهدتها تونس مؤخرا وما تلاها من انفلات أمني، مضاف إلى ذلك الهجوم الدامي الذي تعرض له الجيش، أصبح هاجس الأمن أمرا يؤرق كثيرا من التونسيين لدرجة دفعت بعضهم إلى “الترحم على أيام بن علي”.

في برنامج تبثه إحدى الإذاعات الخاصة في تونس، صاح أحد المشاركين “يجب أن نطرد هذه الحركة التي تعد الصهيونية أشرف منها”.

كان موضوع الحلقة عن الأزمة السياسية التي تواجهها حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد.

هز محمد السائق رأسه متأففا من المستوى الذي وصل إليه النقاش في بلاده.

قبل حوالي عامين ونصف العام كان محمد من بين شباب بلدة القصرين الذين خرجوا إلى الشارع متحدين رصاص جهاز الأمن الذي ظل مطبقا قبضته على التونسيين طوال السنوات الإحدى والعشرين التي قضاها زين العابدين بن علي وأسرته حكاما لتونس.

محمد راوده الأمل عقب فرار بن علي بأن تزور التنمية والازدهار مدينة القصرين وجارتها سيدي بوزيد التي أطلق فيها محمد البوعزيزي شرارة الثورات في أنحاء شتى من العالم العربي.

لم يتحقق الكثير من أماني محمد ورفاقه في مدن الهامش التونسي، فحمل حقيبته الصغيرة وقصد تونس العاصمة حيث عثر على عمل كسائق في شركة خاصة للإنتاج الإعلامي.

صحيح أن محمد عثر على عمل، لكن الراتب لا يكفيه لمواجهة تكاليف العيش المرتفعة في العاصمة، والشكوى نفسها تسمعها على ألسن الكثير من التونسيين.

في سوق الخضروات المركزي ارتفع صوت عبيد، ذي الخمسين عاما، وهو يحدثني عن الكساد الذي أصاب بضاعته.

لم يتردد في أن يصيح وسط السوق :”رحم الله زمن بن علي، لقد كان أفضل. على الأقل كنا نضمن الحد الأدنى المطلوب للعيش. لم نكن نخاف أبدا على أرزاقنا. لقد كان الأمن مستتبا”.

الأمن كلمة مفتاح في أحاديث التونسيين هذه الأيام. فقد شهدت البلاد عدة عمليات تفجير، إضافة لاغتيال محمد البراهمي، السياسي المعارض أمام بيته في تونس العاصمة، لكن أسوأها كانت حين هاجم مسلحون جنودا حكوميين في جبل الشعانبي في غربي البلاد فقتلوا تسعة منهم وأصابوا آخرين، وكان ذلك الهجوم القطرة التي أفاضت الكأس.

المعارضة ألقت بالمسؤولية في هذه الأحداث الأمنية على حكومة حركة النهضة الإسلامية.

Author

Exit mobile version