العربیه

طالبان في الحي الدبلوماسي ومفاوضات مع امريكا وكرزاي

مكتب طالبان في الدوحة في الحي الدبلوماسي

تقرير وكالة انباء الشرق الأوسط افغانستان

افتتح الثلاثاء في الدوحة اول مكتب سياسي لحركة طالبان بهدف تسهيل مفاوضات السلام في افغانستان على ان تعقد الحركة اجتماعا مع مسؤولين اميركيين في العاصمة القطرية في غضون ايام، كما اعلن الطرفان.

وحضر مسؤولون من قطر ومن حركة طالبان الافتتاح الرسمي ل”المكتب السياسي لامارة افغانستان الاسلامية”، وذلك في مبنى من طابقين في منطقة الدفنة الراقية القريبة من مقار البعثات الدبلوماسية.

وقال محمد نعيم المتحدث باسم طالبان في المؤتمر الصحافي الذي خصص لافتتاح “المكتب السياسي لامارة افغانستان الاسلامية” ان هذه الاخيرة “لا تريد الاضرار بالاخرين ولا تسمح لاحد بان يستخدم ارض افغانستان لتهديد امن الدول الاخرى”.

كما اكد ان حركة طالبان تهدف من المكتب الى “الحوار والتفاهم مع دول العالم لتحسين العلاقات” و”دعم عملية سياسية وحل سلمي يتكفل بانهاء الاحتلال في افغانستان واقامة نظام اسلامي مستقل فيها”.

واشار الى ان المكتب سيقوم ايضا ب”لقاءات مع الافغان بحسب ما تقتضيه الظروف” وسيواصل “العلاقات مع منظمة الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية والدولية والمؤسسات غير الحكومية”.

من جهتها، رحبت الولايات المتحدة الثلاثاء بقرار طالبان فتح مكتب في قطر، فيما اكد مسؤولون اميركيون كبار للصحافيين في واشنطن انهم سيلتقون المتمردين الافغان في “غضون بضعة ايام”.

وقال مسؤول اميركي للصحافيين “أعتقد ان الولايات المتحدة ستعقد لقاء رسميا، الاول منذ سنوات، مع طالبان في غضون بضعة ايام في الدوحة”.

واضاف ان هذا اللقاء يسجل “بداية مسار شديد الصعوبة”.

وتوقع هذا المسؤول “ان يتبع ذلك بعد بضعة ايام لقاء بين طالبان والمجلس الاعلى للسلام، الهيئة التي شكلها الرئيس الافغاني حميد كرزاي لهذا النوع من المحادثات”.

واوضح مسؤولون اخرون كبار ان اجتماعا هذا الاسبوع بين الجانبين سيتناول “تبادلا لجدول الاعمال” يعقبه اجتماع اخر خلال نحو اسبوعين.

وقال المسؤولون “سنبلغهم (طالبان) الموضوعات التي نريد مناقشتها وسيبلغوننا الامر نفسه (…) ثم سنعقد لقاء اخر خلال اسبوع او اثنين”.

ورحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري بافتتاح مكتب طالبان في الدوحة وقال لصحافيين “انه خبر جيد. نحن مسرورون بما يحصل”.

لكن المسؤولين الاميركيين نبهوا الى ان لا ضمان لنجاح المفاوضات بسبب شبه انعدام الثقة بين حكومة كابول والمتمردين.

وقال احد هؤلاء المسؤولين “لقد ابلغناهم بوضوح اننا لا نتوقع ان يقطعوا فورا علاقتهم بالقاعدة لانها ستكون نهاية المفاوضات”.

واوضح مسؤول اخر ان “احد الامور التي نريد بحثها في البداية هي الاسلوب الذي سيعتمدونه لقطع هذه العلاقات مع القاعدة وضمن اي مهلة وكيف سيتصرفون بالضبط”.

وقد اكد نعيم بدوره اللقاء المتوقع مع الاميركيين، وقال لمجموعة من الصحافيين في الدوحة بعيد افتتاح المكتب “سنبدأ الحوار مع الجانب الاميركي قريبا”.

واشار الى ان مسألة المعتقلين في غونتانامو “من ضمن القضايا الرئيسية التي ستطرح للحل في التفاوض مع الجانب الاميركي”.

وعن امكان اللقاء مع ممثلين لحكومة الرئيس الافغاني حميد كرزاي، الامر الذي كررت طالبان في السابق رفضه، قال نعيم “لا شيء حتى الآن لكن بحسب ما تقتضيه الظروف”.

الا انه قال ان اي مشاركة في حكومة يقودها كرزاي “ليست واردة على الاطلاق” من جانب طالبان.

وحضر افتتاح المكتب نحو عشرة ممثلين لحركة طالبان بثيابهم الافغانية التقليدية، فيما رفع علم “امارة افغانستان الاسلامية” الابيض والاسود على منصة المؤتمر الصحافي، ولكن ليس على اعلى مبنى المكتب.

من جهته، قال علي بن فهد الهاجري مساعد وزير الشؤون الخارجية القطري “نحن على ثقة بان نشاط المكتب سيساهم في دفع عملية السلام في افغانستان الى الامام .. بعيدا عن اي نشاط عسكري او عمل عنف داخل افغانستان او خارجها”.

واعتبر في كلمة انه يتعين على هذا المكتب الذي ياتي ثمرة اشهر من المحادثات، الا يقوم باي نشاط يتعارض مع القانون القطري والدولي.

واكد الهاجري ان “دولة قطر تبذل كل جهد ممكن من اجل احلال السلام والاستقرار في افغانستان”.

ومع استمرار النزاع الافغاني، دعا عدد متزايد من المسؤولين الافغان والغربيين في السنوات الاخيرة الى بدء مفاوضات سلام خصوصا لتفادي حرب اهلية في المستقبل بعد انسحاب معظم جنود الحلف الاطلسي من البلاد في أواخر العام 2014.

لكن رغم بعض الاتصالات الاولية خصوصا بين طالبان والغربيين لم يبدأ اي مسار تفاوضي بعد.

فطالبان رفضت حتى الان المشاركة في مثل هذه المفاوضات طالما بقي جنود اجانب يعتبرونهم “غزاة” على الاراضي الافغانية.

لكن في كانون الثاني/يناير 2012 قاموا بخطوة في هذا الاتجاه مؤكدين استعدادهم لفتح مكتب سياسي خارج افغانستان لتسهيل مفاوضات السلام.

واوضح المتمردون الافغان في بيان عبر البريد الالكتروني تلقته وكالة فرانس برس الثلاثاء ان مكتب الدوحة سيساعدهم خصوصا في بناء علاقات مع بقية العالم ومجموعات افغانية اخرى والاتصال مع الامم المتحدة ونشر معلومات لوسائل الاعلام

Author

Exit mobile version