الجيش السوري النظامي يستعد للسيطرة على حلب
تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط _ أفغانستان
أكدت مصادر في دمشق استمرار الجيش السوري في استعداداته لشن هجوم على حلب، من أجل استعادة الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب وريفها.
وتشير معظم التوقعات إلى أن الجيش بدأ بحشد قوات آلية ومدرعة في أكثر من اتجاه من دون أن تتحدد إلى الآن ساعة الصفر.
أن معركة حلب لم تتوقف، لكن الجديد اليوم هو ازدياد وتيرة هذه المعارك، والحشود العسكرية المتوجهة إلى مدينة حلب التي يتم الحديث عنها من المصادر العسكرية أو مصادر المعارضة.
تحدثت المصادر عن رتل عسكري تحرك من قطعة عسكرية بالقرب من مدينة حماه، باتجاه جنوب شرق حلب، كما أن هناك تحرك وحدات عسكرية من بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب باتجاه منطقة عندان من أجل السيطرة على الطريق الواصل من حلب المدينة وحتى مدينة اعزاز شمالاً على الحدود مع تركيا، وقطع هذا الطريق المهم لإمداد الكتائب المقاتلة في حلب، وفك الحصار على مطار منغ العسكري.
المعارضة السورية تحدثت عن معارك عنيفة خاضتها أمس الأحد واليوم، في أكثر من منطقة في الريف الشمالي للمدينة لا سيما في محيط بلدة حريتان ومطار منغ العسكري، كما تحدثت مصادر المعارضة عن قصف عنيف بالمدفعية والدبابات تتعرض له مواقعـها في بلدات حريتان والمنصورة والسفيرة والوضيحي وحدادين.
كما أشارت إلى قيام مقاتليها باستهداف حي الأشرفية في حلب بقذائف الهاون، وسيطرتهم على مبنى الرادار في مطار منغ.
هذه العملية تأتي أيضاً في وقت تستمر فيه الاشتباكات بين عناصر اللجان الكردية PKK وعناصر المعارضة المسلحة في ريف حلب، وقطع العناصر الكردية للطريق القادم من عفرين باتجاه بلدات الريف الحلبي التي تسيطر عليها المعارضة، وفي حال نجاح هذه العمليات يكون الجيش السوري واللجان الشعبية قد تمكنوا من فصل الريف الحلبي عن مدينة حلب، وقطع طرق الإمداد المهمة من الحدود التركية.
خبراء عسكريون يعتبرون أن ما يمكن أن يشكل عائقاً أمام الجيش السوري هو سيطرة الكتائب الإسلامية على مناطق المعارضة في حلب، وتشكيلها مجالس محلية وهيئات شرعية، ما يقترب من الإدارات المحلية، بالمقابل فقد تمكن الجيش السوري من فك الحصار على مطار حلب الدولي ومعظم مناطق جنوب شرق حلب، وأيضاً فك الحصار عن موقع وادي الضيف في ريف إدلب ما يسهل الإمداد لوحدات الجيش السوري المقاتلة.
تأتي هذه الاستعدادات بعد أيام قليلة على إحكام الجيش السوري السيطرة على كامل منطقة القصير في ريف حمص، والروح المعنوية العالية لعناصر الجيش السوري، وأيضاً بعد ما يحكى عن تفكك الحاضنة الشعبية في ريف حلب نتيجة ممارسات عناصر المعارضة المسلحة وآخرها كان بالأمس بقتل مراهق أمام عائلته بتهمة الكفر.
في السياق نفسه رأى وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج أن استعادة السيطرة على مدينة القصير شكل نقطة ارتكاز أساسية لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية، وخلال جولة تفقدية لوحدات من الجيش انتقد الفريج ما أسماه “الدور التآمري الذي تقوم به بعض الدول العربية وخاصة الخليجية من خلال تسليح المعارضة السورية”.
أكثر من مصدر عسكري تحدّث عن حشد الجيش السوري لقواته لمحاصرة أهم المحافظات؛ حلب، والهدف هنا قطع الإمداد العسكري لمسلحي المعارضة المتحصنين بها، ولكن كيف سيتم ذلك؟
نقطة ارتكاز يؤسس لها الجيش السوري لتأمين خط استراتيجي مهم جداً لفصل الريف الشمالي للمدينة وخاصة عند محور (عندان – حريتان – كفر حمرا – وصولاً إلى اعزاز) وهذا إذا ما تم يفصل المدينة عن منطقة الباب شرق حلب ويشكل مناخاً أمنياً يعزز فكّ الطوق عن مدينة نبل وبلدة الزهراء الاستراتيجيتين والمهمتين.
وفي المعلومات فإن عملية عسكرية بُدأت بالفعل في عندان لإسترجاع طريقين حيويين يشكلان شرياناً استراتيجياً ومهماً جداً بالنسبة لمقاتلي المعرضة وخاصة من الناحية اللوجستية.
كل المؤشرات لعمل الجيش السوري بإتجاه أطراف المدينة تدلل على هدف مؤكد وهو فصلها عن الريف الشمالي والشرقي ويمكن استنتاج ذلك من خلال التدابير التي ينفذها الجيش بإتجاه الشيخ سعيد والشيخ مقصود وصولاً إلى الشيخ نجار الهدف هنا هو تطويق عناصر المعارضة المسلحة ودفعهم للإتجاه إلى مناطق بعينها تتركز في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة حلب.. ماذا يحصل إن تم ذلك؟
خلق مناخ استراتيجي واسع جداً للمناورة والحركة ولكن بعد تأمين منطقة النيرب ومطارها وأيضاً منطقة السفيرة وهو ما يؤمن سهولة وسلامة الحركة بإتجاه السلمية بإتجاه حلب وأيضاً الخط الآخر حماه بإتجاه حلب ويعزز إمكانية حشد القوات ونقلها بشكل سليم وآمن والمناورة في أكثر من اتجاه..
كل هذه المعطيات تخبر عن تنفيذ عملية بدأت مناخاتها ترتسم.. لكن بعض الخبراء قالوا إنها قد تمتد لأكثر من حلب أو ريف حلب لتصل ريف إدلب وربما تتظهّر بعض مفاعيلها بإتجاه الرقة أيضاً وهو ما يفتح الباب للزمن دون تحديد أمام ما بات يرى كثيرون أنها أم المعارك في حلب..