العربیه

حالة طوارئ في مصر وتنديد دولي بفض اعتصام الأخوان بالقوة

حالة طوارئ في مصر وتنديد دولي بفض اعتصام الأخوان بالقوة

تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أفغانستان

أعلنت الرئاسة المصرية عن إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ من اليوم الأربعاء، وذلك إثر المواجهات التي تشهدها معظم المدن المصرية بين قوات الشرطة ومناصري جماعة الإخوان المسلمين، عقب قيام الشرطة بفض إعتصامات الإخوان في ميدان النهضة ومحاصرة المعتصمين في رابعة العدوية.

وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان فرض حالة الطورائ لمدة شهر إبتداء من عصر اليوم الأربعاء، وأيضاً فرض حظر التجول في مختلف المناطق المصرية من الساعة السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، كما فوض رئيس الجمهورية القوات المسلحة “معاونة هيئة الشرطة في اتخاذ كل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة وأرواح المواطنين”.

فيما نقل عن مصدر عسكري مصري قوله إن “قوات الجيش بدأت باتخاذ مواقعها لمساندة الشرطة”، بناء على الإعلان الرئاسي.
وفي التطورات الأمنية قالت وزارة الصحة المصرية إن عدد قتلى المواجهات ارتفع إلى 149، فيما جرح ما يقارب 870 آخرين، فيما تحدث أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي عن أعداد كبيرة من القتلى تجاوزوا المئات.

وكانت عشرات الآليات العسكرية دخلت ميدان النهضة لفض إعتصام الإخوان المسلمين فيه، وحاصرت ميدان رابعة العدوية، وحدثت اشتباكات عنيفة بين المعتصمين وقوات الشرطة، فيما تحدث مراسلو الميادين عن إحراق مؤيدي الرئيس المعزول لعدد من الكنائس القبطية وسط البلاد، كما أفاد شهود عيان عن إطلاق نار بالقرب من سجن طرة، كما قالت قوات الشرطة أنها صدت هجوماً على سجن أبو زعبل.

ولاحقاً بدأت قوات الشرطة بتنفيذ المرحلة الثانية من عملية فض الإعتصامات، وبدأت بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، كما بدأت قوات خاصة بالتسلل إلى الميدان لاسترجاع عربات بث فضائي تابعة للتلفزيون المصري، كما تم الإعلان عن سيطرة قوات الجيش والشرطة على ميدان رابعة العدوية وخروج جماعي للمعتصمين منه، بعد تأمين خروج آمن للمعتصمين.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن “قوات الشرطة تمكنت من توقيف 543 متورطاً، بينهم أشخاص عثر بحوزتهم على أسلحة ثقيلة”، مؤكدة أن قواتها “تواجه حالياً مجموعات إرهابية مسلحة في عدد من المحافظات المصرية”.

كما أعلنت الداخلية مقتل ضابط ومجندين وإصابة آخرين بإطلاق مسلحين في رابعة العدوية والنهضة النار باتجاه عناصر الشرطة.

وأطلقت قوات الشرطة إرشادات تحذيرية للمعتصمين لإخلاء الميدانين، قبل أن يرد عليها بالرصاص الحي حسب إعلان وزارة الداخلية.

رئيس جمعية المراسلين الأجانب في مصر أعلن مقتل مراسلين صحفيين لمجلة “نيوزويك” وشبكة “سكاي نيوز” الأميركيتين في ميدان رابعة العدوية.

ردود الفعل المحلية و الدولية على الأحداث في مصر

وفي ردود الفعل على الأحداث في مصر، قالت وكالة “أ ف ب” إن نائب الرئيس المصري للعلاقات الخارجية محمد البرادعي قدم استقالته من منصبه، وقال إنه “كانت هناك خيارات سلمية لحل الأزمة السياسية”، فيما قالت جبهة الإنقاذ المصرية في بيان لها “إن مصر رفعت رأسها عالياً، معلنة للعالم انتصارها على كل القوى السياسية التي تسعى للإتجار بإسم الدين في مصر والمنطقة، وعلى مؤامرات بعض الدول التي حاولت جاهدة مساندة حكم مكتب الإرشاد”.

وفي وقت ظهرت أنباء عن اعتقال القيادي في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، اتهم الأخير وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدفع مصر باتجاه الحرب الأهلية، قائلاً “إن مصر كلها تحولت إلى ميادين إعتصام”.

شيخ الأزهر محمد الطيب دعا إلى تغليب الحكمة وضبط النفس مؤكداً أنه لم يكن على علم بعملية فض الاعتصامين.

أما في ردود الفعل الدولية فقد رفض البيت الأبيض بشدة إعلان حال الطوارئ من قبل العسكريين في مصر، كما قال جوش إرنست، نائب الناطق باسم البيت الأبيض، إن “الحكومة الإنتقالية في مصر يجب أن تحترم تعهداتها وإعلانها أن خطواتها هذه موقتة حتى الوصول إلى حكومة مدنية منبعثة من عملية ديموقراطية”.

من جهته قال الإتحاد الأوروبي إن “الأنباء عن مقتل محتجين في مصر تثير قلقاً”، داعياً السلطات لضبط النفس في وقت دعت برلين كل الأطراف في مصر إلى الهدوء.

رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ناشد مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية اتخاذ خطوات فورية لوقف ما وصفه “بالمذبحة” في مصر، وقال إن الصمت الدولي مهد السبيل لقيام السلطات المصرية بحملة عنيفة.

بدورها استنكرت قطر الهجوم على اعتصامي الإخوان في القاهرة ودعا مسؤول بوزارة الخارجية السلطات المصرية إلى الامتناع عن “الخيار الأمني وحل الأزمة من خلال الحوار الذي وصفه بأنه الطريق الأضمن والأسلم.

من جهتها الخارجية الإيرانية أعربت عن قلقها الشديد من تطور الأوضاع في مصر وحذرت من دخولها في دوامة حرب أهلية نتيجة للعنف المتبع في الشارع، وفي بيان صادر عنها، دعت الخارجية كافة الأطراف المصرية للهدوء والتفكير في عواقب الأمور، وشددت على ضرورة إيقاف ما يحدث بالشارع والدخول في حوار وطني يضم الأطياف والنخب السياسية والدينية المصرية، مؤكدة أن ما يجري في الشارع المصري سيدفع الجماعات المتطرفة والعدو الصهيوني للدخول على خط ليتمكنوا من حرف الثورة المصرية عن مسارها.

Author

Exit mobile version