تحذير دولي من خسارة الحرب ضد إيبولا “موسع”
تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط افغانستان
عبر البنك الدولي والامم المتحدة عن استيائهما من غياب التضامن الدولي مع الدول الافريقية المتضررة من وباء ايبولا الذي اودى بحياة 4555 شخصا حتى الآن، ودعوا الى تحويل الوعود الدولية بمساعدات مالية وانسانية الى افعال. وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في مؤتمر صحافي في باريس “نحن في طريقنا الى خسارة المعركة” ضد الفيروس.
واضاف ان “بعض الدول مهتمة بحدودها وحدها … وهذا امر مقلق جدا”، معتبرا انه “لم ندرك بعد اهمية التضامن” على المستوى الدولي.
وفي آخر احصاءات منظمة الصحة العالمية، ادت الحمى النزفية التي يسببها ايبولا الى وفاة 4555 شخصا من اصل 9216 اصابة مسجلة في سبعة بلدان هي ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال واسبانيا والولايات المتحدة.
في هذا الاطار دعت منظمة اوكسام البريطانية غير الحكومية السبت قادة اوروبا الى بذل المزيد لمكفاحة ايبولا ل”تجنب اخطر كارثة انسانية في هذا الجيل”.
وشددت اوكسفام على “ضرورة وجود عسكري متزايد وتوفير المزيد من الاطباء والوسائل المالية لتجنب اخطر كارثة انسانية في هذا الجيل” مؤكدة انها لا تطالب بالتدخل العسكري الا “في النادر جدا”.
من جانبه وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون رسالة الى اعضاء المجلس الاوروبي يطالبهم بـ”الاتفاق على سلسلة جديدة من الاجراءات لمكافحة ازمة ايبولا” مشددا على ضرورة “التحرك سريعا”.
النقطة الايجابية الوحيدة التي سجلت حتى الان هي اعلان منظمة الصحة العالمية ان السنغال التي اعلن عن اصابة شخص فيها بالمرض شفي بعد ذلك، لم تعد من الدول المتضررة بايبولا. والامر نفسه سينطبق الاثنين على نيجيريا التي سجلت فيها عشرون اصابة بينها ثماني وفيات.
الا ان المساعدات ما زالت بطيئة.
واعلن مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في جنيف ان المنظمة الدولية تلقت حتى الآن 377 مليون دولار من اصل 988 طلبتها، اي 38 بالمئة فقط من المبلغ. وتابع انه “يضاف اليها 217 مليونا قطعت وعود بتقديمها لكنها لم تصل بعد الى الحسابات المصرفية”.
من جهته، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الصندوق الخاص لمكافحة وباء ايبولا لا يحتوي سوى على مئة الف دولار من اصل عشرين مليونا تم التعهد بتقديمها في البدء.
وهذا الصندوق التابع للهيئة الاممية الهدف منه جمع مبالغ نقدية بشكل سريع في حال طرات حاجة ملحة لتمويل اجراءات من اجل مكافحة الوباء.
وردا على نداء الصندوق، تعهدت الحكومة الكندية التي اعلنت الشهر الماضي عن مساهمة قدرها 30 مليون دولار كندي (21 مليون أورو)، الجمعة دفع ثلاثين مليونا اضافية.
واعلن برنامج الغذاء العالمي احدى وكالات الامم المتحدة الاكثر انخراطا في مكافحة ايبولا مع منظمة الصحة العالمية وصندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجمعة توزيع مساعدة غذائية فورا ل265 الف نسمة في فريتاون عاصمة سيراليون.
واوضح ان هذه المساعدات هي “الاكبر في البلاد منذ بدء الوباء”.
وقررت مجموعة دول شرق افريقيا ارسال اكثر من 600 عامل صحي بينهم 41 طبيبا الى غرب افريقيا للمساعدة في التصدي للوباء، كما اعلن هذا التكتل الذي يضم خمسا من دول المنطقة الجمعة.
وقررت فرنسا “تعزيز اجراءاتها على الصعيدين الدولي والوطني” ووعدت الجمعة بـ”باستخدام كل الوسائل لمساعدة الدول الافريقية ولا سيما غينيا”، عبر بناء مراكز علاج اضافية.
وارسلت بريطانيا الى سيراليون مستشفى عسكريا عائما تابعا للبحرية الملكية البريطانية يقل ثلاث مروحيات و350 شخصا. وستستغرق رحلة السفينة “ارغوس” التي ابحرت من فالموث (جنوب غرب) ظهر الجمعة اسبوعين قبل الوصول الى فريتاون عاصمة سيراليون.
لكن الغرب يشهد حالة هلع شديد من انتشار المرض على نطاق واسع وذلك على الرغم من الدعوات الى الهدوء وتعزيز اجراءات المراقبة في دول عدة.
حالة الفزع هذه دفعت مجلس ادارة مدرسة ابتدائية في ماين في الولايات المتحدة الى اعطاء احدى المعلمات عطلة اجبارية لثلاثة اسابيع بعد ان شاركت في مؤتمر تعليمي في دالاس، التي تبعد اكثر من ثلاثة الاف كلم، وذلك بعد ان ابدى اولياء امور الطلبة قلقهم.
كما حرم مصور صحافي في الواشنطن بوست من حضور مؤتمر دعي اليه في جامعة سيراكوزا (نيويورك). فهذا الصحافي ميشال دو سيل الحائز جائزة بوليتز ثلاث مرات كان توجه في ايلول الماضي الى ليبيريا لتغطية ازمة ايبولا وعاد الى الولايات المتحدة منذ اكثر من 21 يوما.
الا ان جامعة سيراكوزا فضلت الغاء مشاركته في هذا المؤتمر.
من جانبها رفضت سلطات المرافئ المكسيكية السماح لسفينة رحلات ترفيهيه بالرسو في كوزوميل كما كان مقررا بسبب وجود ممرضة على متنها كانت على اتصال مع المريض الليبيري الذي توفي بالمرض في الثامن من تشرين الاول.
في فرنسا اتخذت السبت للمرة الاولى اجراءات مراقبة للركاب القادمين من غرب افريقيا حيث جرى الكشف على ركاب رحلة اير فرانس اليومية من العاصمة الغينية كوناكري الى باريس بميزان حرارة يعمل بالليزر لدى وصولهم الى مطار باريس شارل ديغول.
ونقلت امراة اربعينية مصابة بارتفاع في الحرارة الى مستشفي بيشا الباريسي.
وكانت نقابات مضيفات ومضيفي اير فرانس طالبت بوقف الرحلات الى كوناكري معربة عن “قلقها من انتشار المرض”. واشارت الى قرار اتخذته شركات طيران اخرى بينها بريتش ايرويز والامارات، بتعليق الرحلات الى كوناكري.
وفي مواجهة حالة الهلع هذه دعا الرئيس الاميركي السبت الى عدم “الانسياق وراء الهستيريا” من فيروس ايبولا، وطلب منهم التحلي بالصبر والاستناد الى الوقائع.
وفي كلمته الاسبوعية الى الامة، اعتبر اوباما ان فرض قيود على الرحلات من غرب افريقيا بؤرة الوباء سيزيد من تفاقم الوضع. وقال “علينا جميعا، مواطنون وقادة واعلام، مسؤولية ودور نؤديه”.
واضاف “انه مرض خطير لكن لا يمكننا الانسياق وراء الهستيريا لان ذلك من شانه فقط ان يجعل من الصعب على الناس الحصول على المعلومات الدقيقة التي يحتاجون اليها. علينا ان نتبع العلم ونستند الى الوقائع الاساسية”.
وكان اوباما عين الجمعة رون كلين منسقا لهذه لمسألة، مؤكدا انه “يتفهم خوف الاميركيين”.
من جهة اخرى، اكدت شركة غلاكسو سميث ملاين البريطانية للصيدلة التي تحاول تطوير لقاح بشكل عاجل، ان هذا اللقاح التجريبي ضد المرض لن يكون جاهزا للتسويق قبل 2016 وينبغي “عدم اعتباره ردا اساسيا على الوباء”.
وفي سيراليون، اصبحت مكافحة الوباء تمر عبر مشاركة الناجين من ايبولا. وقد جمعتهم السلطات والامم المتحدة لمشاركة تجربتهم في كينيا المنطقة الاكثر تضررا في شرق البلاد.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان الافا من الناجين من الوباء في غرب افريقيا اصبحوا محصنين من سلالة “زائير” من فيروس ايبولا.
هذه الحصانة اتاحت لليونيسف او المنظمات غير الحكومية ان تعهد لهؤلاء العناية بالاطفال الموجودين في الحجر الصحي او الذين اصبحوا يتامى بسبب الوباء وايضا انقاذ مرضى اخرين من خلال اخضاعهم لعمليات نقل دم من ناجين.