العربیه

بوتين : يحق للشعب في سوريا أنتخاب الأسد أو تنحيه

بوتين : يحق للشعب في سوريا أنتخاب الأسد أو تنحيه

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أنه لا يملك “الحق” في أن يطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي عن السلطة، كما يطلب غربيون، وذلك عشية محادثات تجري في فيينا لبحث الأزمة السورية.
وقال بوتين في مقابلة نشرت على موقع الكرملين الالكتروني، إن “سوريا دولة ذات سيادة وبشار الأسد هو الرئيس المنتخب من الشعب. فهل يحق لنا ان نناقش معه مسائل كهذه؟ بالطبع لا”.
وأضاف الرئيس الروسي أن “فقط اولئك الذين يشعرون بأنهم استثنائيون يسمحون لأنفسهم بالتصرف بطريقة وقحة جدًا، وفرض ارادتهم على الآخرين”، في اشارة واضحة الى الأميركيين وحلفائهم الذي يطالبون برحيل الأسد.

وتعقد نحو عشرين دولة محادثات بدءاً من السبت في العاصمة النمساوية، وهي الجولة الثانية من المحادثات، لمحاولة وضع خطوط عريضة لعملية انتقال سياسي في سوريا التي دمرتها حرب مستمرة منذ أربع سنوات ونصف.
وأعاد بوتين التأكيد على ان التدخل الجوي الروسي في سوريا الذي بدأ نهاية ايلول، سيستمر الى جانب العملية الهجومية للقوات الحكومية السورية.
وأشار الى ان “القوات الروسية لديها هدف واضح، وهو توفير الدعم الجوي لهجوم الجيش السوري ضد الارهابيين. ووجود قواتنا مرتبط حصرا بتحقيق هذا الهدف”.
وانتقد بوتين، الذي يقوم بزيارته الرسمية الاولى منذ العام 2007 الى طهران في 23 تشرين الثاني، “عدم تعاون” من جانب الولايات المتحدة في المجال العسكري، رغم مذكرة تفاهم وقعت بين القوات الجوية للبلدين لتجنب الحوادث في الأجواء السورية.
وقال إنه “لا يمكن في أي حال من الأحوال اعتبار هذه الاتصالات تطبيعاً للاتصالات العسكرية (بين موسكو وواشنطن)، التي علقت بمبادرة منهم”.
ومع ذلك، فقد كرر الرئيس الروسي استعداد موسكو للتعاون مع واشنطن في سوريا، معربًا عن أسفه للموقف الغربي “المتحفظ بشدة” حيال التدخل الروسي.
إلى ذلك، أعلن الكرملين، الجمعة، أن الرئيس الروسي سيلتقي المستشارة الالمانية ورئيس الوزراء البريطاني، على هامش قمة مجموعة العشرين المرتقبة، لكنه لن يجري لقاء ثنائياً مع الرئيس الاميركي باراك أوباما.
وقال مستشار الكرملين يوري يوشاكوف للصحافيين، إن بوتين سيجري “لقاءات ثنائية عدة” على هامش القمة، التي تبدأ الأحد وتستمر ليومين في مدينة انطاليا التركية، ولكن لا لقاء مع أوباما على جدول اعماله.
وأوضح يوشاكوف أن “ليس مقرراً رسمياً عقد لقاء بين فلاديمير بوتين وباراك اوباما”.
وتدارك “لكن لا يمكننا استبعاد امكان تواصل الرئيسين في اطار القمة”.
وتأثرت العلاقات بين موسكو وواشنطن سلباً في اعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من اوكرانيا في آذار العام 2014، وتقديمها لاحقاً الدعم للمتمردين في شرق البلاد.
ويعود آخر لقاء بين بوتين واوباما الى الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الماضي، حيث عقدا اجتماعا لمدة 90 دقيقة، وكان اول لقاء ثنائي رسمي منذ عامين.
وبحسب اوشاكوف، من المتوقع ان يناقش بوتين الازمة السورية خلال لقاءات ثنائية مع المستشارة الالمانية ورئيس الوزراء البريطاني، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ويتوقع ان يلتقي بوتين ايضاً رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، على هامش قمة مجموعة العشرين.
في المقابل، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الجمعة، في تصريح من براغ: “على بشار الاسد ان يتنحى في اطار المرحلة الانتقالية في سوريا، لكننا نقر بأنه اذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن ان يشارك فيها الى حد معين”.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية صادق حسين جابري أنصاري، أن إيران ستشارك “بالتأكيد” في المحادثات الدولية حول سوريا في فيينا والتي تبدأ السبت، من دون ان يحدد مستوى التمثيل في الوفد الايراني.
وقال أنصاري للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر الخميس، إن “مستوى مشاركتنا ما زال غير واضح، لكننا سنشارك بالتأكيد” في تلك المحادثات.
وأشار أنصاري الى ان هناك خطوطا حمراء ينبغي عدم تجاوزها، كأي محاولة يقوم بها “افرقاء أجانب” لاتخاذ قرارات “نيابة عن الشعب السوري”.
وشارك وفد ايراني برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الجولة الاولى من المحادثات في 30 تشرين الاول.

من جهة ثانية، تمسك المرشح الجمهوري بن كارسون، اليوم الجمعة، بموقفه المثير للجدل عن مشاركة الصين عسكرياً في الصراع السوري. وقال إن بكين تقدم أجهزة رادار ومعدات عسكرية أخرى رغم نفي البيت الأبيض لتصريحاته.
وتعهد كارسون الذي يتصدر المرشحين الساعين لترشيح “الحزب الجمهوري” في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في العام 2016 ، بالكشف عن دليل على التورط الصيني في مطلع الأسبوع المقبل لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
وقال كارسون طبيب الأعصاب، في مقابلة مع موقع “ياهو نيوز” على الإنترنت: “إنهم يقدمون الكثير من العتاد العسكري ويقدمون أجهزة رادار وأنظمة رصد معقدة ولا أعتقد- بأمانة- أنك سترسل هذه الأشياء إلى هناك دون أن يكون لك نظام دعم لها”.
وفي مناظرة جمعت مرشحي “الحزب الجمهوري”، يوم الثلاثاء الماضي، سئل كارسون عن سوريا وعن قرار الرئيس باراك أوباما بإرسال قوات خاصة إلى هناك.
ورد قائلا “علينا أيضاً أن ندرك أن هذا مكان معقد للغاية. كما تعرفون.. الصينيون هناك وكذلك الروس.. جميع أنواع الفصائل موجودون هناك”.
ورفض البيت الأبيض تعليقات كارسون بشأن الصين وقال إنه لا يوجد أي دليل عليها وشكك في معلومات المرشح الجمهوري.
ميدانياً، سيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” التي تضم فصائل كردية وعربية وتتلقى دعماً أميركياً، الخميس، على بلدة الهول الاستراتيجية في شمال شرقي سوريا، والتي تعد معبراً رئيسياً لتنظيم “الدولة الاسلامية”- “داعش” مع العراق، بحسب ما اعلن متحدث باسمها لوكالة “فرانس برس”.
وقال العقيد طلال علي سلو للوكالة: “سيطرنا على بلدة الهول بالكامل وجثث العشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية مرمية في الشوارع”، موضحاً أن البلدة كانت “خط الدفاع الأول لتنظيم داعش الارهابي ويتلقى عبرها الدعم الكامل من العراق”.
وأفاد مراسل “السفير” بأن قوات الجيش السوري سيطرت، اليوم الجمعة، على تلة الايكاردا الاستراتيجية حنوب غربي حلب، وتمركزت قواتها على بعد أقل من 500 متر عن طريق دمشق الدولي. وأدت الاشتباكات بين الجيش والمسلحين الى مقتل الارهابي السعودي فوزان الحربي المعروف بلقب “أبو أنس الجزراوي”، المرافق الشخصي لـ “قاضي جيش الفتح” عبد الله المحيسني، خلال الاشتباكات في ريف حلب الجنوبي.
وأضاف المراسل نقلاً عن مصدرمعارض، أن  “امير حركة احرار الشام” في ادلب ابو عبد السلام  قد اصيب خلال الاشتباكات مع الجيش السوري على جبهات ريف حلب الجنوبي.
من جهة ثانية، قال المحامي الناشط في حقوق الإنسان الروسي  سيرجي كريفنكو إن مجموعة صغيرة من الجنود الروس تقدمت بشكوى للادعاء العسكري ضد خطط إرسالهم إلى سوريا، وذلك في تحرك نادر ينم عن تمرد.
ولم يدم الاعتراض الذي جرى في وحدة للدفاع الجوي طويلاً، لكنه يشير إلى تنامي التوتر في الجيش مع مواصلة روسيا مهمتها القتالية في سوريا والابقاء على قواعد في بلدان سوفياتية سابقة بآسيا الوسطى وتواجدها أيضا في أوكرانيا.
وكان القلق في شأن تجارب الجنود الروس في أوكرانيا، هو الذي دق جرس الإنذار لنحو 60 جندياً ارسلوا من القاعدة التي بها الوحدة في سيبيريا، إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود في اواخر آب.
وقال الناشط الذي يساعد عائلات الجنود: “وصل ممثل عن هيئة الأركان العامة إلى هناك وأبلغهم أن عليهم أن يصعدوا على متن سفن والتوجه إلى بلد مضطرب لاحتمال المشاركة في القتال”.
وقال كريفنكو وهو أيضاً عضو هيئة حقوقية تقدم المشورة للرئيس بوتين، إن الجنود في الوحدة طلبوا منحهم أوامر رسمية مكتوبة للذهاب إلى سوريا.
وعندما رفض قادتهم اتصل الجنود بالمدعين العسكريين. وفي النهاية لم يواصل إجراءات الشكوى سوى قرابة أربعة جنود.
إلى ذلك، حذرت “منظمة الصحة العالمية”، الجمعة، من أن إيصال المساعدة الصحية في سوريا بات “شبه مستحيل”، وخصوصاً في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، حيث يعيش 1,7 مليون شخص.
وقالت ممثلة المنظمة في سوريا  اليزابيث هوف، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن “توافر طرق ايصال المساعدة هو مصدر القلق الرئيسي”.
وأضافت “ان العمل وسط نزاع كما هي الحال في سوريا يشكل وضعا اشبه بالمستحيل في مناطق كثيرة جدًا” من البلاد تشهد اعمال عنف ومواجهات.
وأوضحت أن الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” يشكل التحدي الأكبر، مشيرة الى تقديرات حديثة مفادها بأن 1,7 مليون شخص يعيشون في هذه المناطق.
و”منظمة الصحة العالمية” ليست على اتصال بتنظيم “داعش”، لكنها على اتصال بأطباء يعملون في مناطق سيطرة التنظيم.
وبحسب المنظمة فإن أعمال العنف في سوريا تخلف يومياً 25 الف جريح من المدنيين والمقاتلين، فيما اغلق او تراجع اداء 113 مستشفى كانت تعمل في سوريا قبل النزاع.
وما بقي مفتوحاً من هذه المستشفيات يعاني خصوصا بسبب نقص التزود بالكهرباء ونقص العاملين.

 

Author

Exit mobile version