العربیه

اوروبا تخاف انتقال عدوى كاتالونيا لدولها

اوروبا تخاف انتقال عدوى كاتالونيا لدولها

أوروبا تخاف انتقال العدوى الكاتالونية الى مناطق أخرى في اوروبا تعيش الحالة الكاتالونية وتحاول ايضا الانفصال عن الدولة التي ضمتها اليها في مراحل تاريخية مختلفة، وهذا يفسر عدم صدور اي تعليق من أي دولة اوروبية على اعمال العنف التي مارستها الشرطة الاسبانية واجتاحت كاتالونيا يوم الاحد الماضي وادت الى سقوط مئات الجرحى.

وتهدد العدوى الكاتالونية كافة الدول الاوروبية، من دون استثناء، ولكل دولة من الدول ال28 قصة مع اقلية او مقاطعة، وربما أكثر من أقلية أومقاطعة، حاولت على مر التاريخ، وبعضها لا يزال يحاول حتى الآن الانفصال الدولة الام، ومنها على سبيل المثال، سكوتلاندا، وهي أحد المكونات الاربعة للمملكة البريطانية المتحدة، وتهدد سكوتلاندا تاريخيا بالانفصال عن التاج البريطاني، لكن خلال الاشهر الاخيرة، بات هذا التهديد يجد له ترجمة في صناديق الاقتراع، خصوصا بعد استفتاء بريطانيا حول الخروج من الاتحاد الاوروبي، ومسعى سكوتلاندا للبقاء من ضمن دول الاتحاد، وبعد استفتاء الاحد الماضي في كاتلونيا، خطت رئيسة وزراء سكوتلاندا نيكولا ستيرجون خطوة تحدٍ للندن عندما اعلنت انها ستعمل على تنظيم استفتاء على استقلال بلادها في نهاية العام 2-18 او بداية العام 2019، وفي بريطانيا ايضا، تطالب احزاب ذات منحى انفصالي بمنح الامارة حكما ذاتيا واسعا.

وتعد بلاد الباسك (الجزآن الاسباني والفرنسي) من أكثر المقاطعات المطالبة بالانفصال عن اسبانيا وفرنسا، وقد شهدت هذه المقاطعات اعمال عنف دموية في العقدين الاخيرين من القرن الماضي، علما أن الجزء الاسباني من بلاد الباسك يتمتع بحكم ذاتي واسع الصلاحيات، لكن أكثرية الباسكيين تطالب باستقلال حقيقي وبتكوين دولة باسكية واحدة.

وتواجه ايطاليا خطر الانفصال في الشمال، حيث ينادي تحالف القوى الشمالية (وهي المناطق الأكثر غنى وتطورا في ايطاليا) مع كل ازمة سياسية او اقتصادية تعصف بايطاليا بالانفصال عن روما، ومن جهة البندقية ايضا، يدغدغ حلم الانفصال واستعادة عصر البندقية الذهبي عنما كانت جمهورية مستقلة عرفت عصرا ذهبيا ختى القرن التاسع عشر، وفي العام 2014 نُظم استفتاء حول استقلال البندقية حاز على نسبة 63% من الاصوات.

ويهدد خطر الانفصال دول أخرى مثل بلجيكا، حيث الاقلية الفلاماندية (الجزء الشمالي من بلجيكا) تدعو للاستقلال عن بروكسل، ويتكرر المشهد في دول الشمال حيث يحاول اهل جزيرة “الفارو” الواقعة بين البحر النرويجي وشمال المحيط الاطلسي الانفصال عن الدانمرك.

الاتحاد الاوروبي ترجم هذا الخوف في بيان مقتضب، معتبرا ان ما يجري في كاتالونيا هي “أزمة اسبانية داخلية”، لكن البيان الاوروبي أصدر حكما بالموت على محاولة الانفصال، فالدولة – الحلم للكتالونين “لن تكون جزءا من الاتحاد الاوروبي في حال انفصلت عن اسبانيا، والمرحلة الراهنة في اوروبا تتطلب من الاتحاد الاستقرار وليس الانفصال”.

صحيفة لوموند الفرنسية اختصرت المشهد الاوروبي على ضوء استفتاء كاتالونيا بالقول: من الواضح أن أي دولة اوروبية لا تريد منح الشرعية للمحاولة الكاتالونية خوفا من فتح الابواب امام مطالبات متعددة بتحقيق المصير”، وعلق البروفسور جان ميشال دوفاليه، استاذ العلوم السياسية في جامعة بروكسل الحرة على امكانية انتقال عدوى كاتالونيا بأن “الاتحاد الاوروبي عاجز عن ادارة شؤون اوروبا ب28 وعشرين دولة فكيف سيقوم بذلط مع 124 دولة”.

Author

Exit mobile version