مقتل قائد القاعدة في افغانستان
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، مقتل القائد الميداني البارز في تنظيم «القاعدة»، أبي خليل السوداني، بغارة شنّتها طائرة أميركية من دون طيار في ولاية بكتيكا الأفغانية (شرق) قبل أسبوعين.
في غضون ذلك، أكد عضو المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان محمد إسماعيل قاسميار أن الحكومة وحركة «طالبان» تستعدان لجولة جديدة من الحوار بينهما في 30 تموز (يوليو) الجاري، مرجّحاً أن تستضيفها الصين بعد جولة أولى أُجرِيت أخيراً في مدينة مري قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد.
ووصف البنتاغون القيادي الإرهابي الذي قتِل مع مسلَّحَيْن آخرَين بأنه «أحد أبرز عشرة قياديين في القاعدة، وكان مسؤولاً عن العمليات الميدانية للتنظيم، وسيؤدي مقتله إلى الحد من العمليات التي ينفّذها القاعدة في العالم».
وأضاف أن السوداني يرأس وحدة التفجيرات والهجمات الانتحارية، وله علاقة مباشرة بمخططات لشن هجمات ضد الولايات المتحدة.
وأشار البنتاغون إلى أن السوداني «انضم إلى مجلس شورى القاعدة، وأشرف على صنع قنابل ومتفجرات والتدريب على الهجمات ووضع مخططاتها. كما شارك في عمليات ضد القوات الأميركية والأفغانية والأجنبية في أفغانستان، إضافة إلى هجمات أخرى ضد الجيش الباكستاني.
ويُعتبَر أحد القلائل المقربين من زعيم القاعدة أيمن الظواهري».
ويُعد مقتل أبي خليل السوداني، أكبر ضربة تلقاها «القاعدة» منذ أشهر، بعد تمكن القوات الأميركية والباكستانية من قتل قياديين في «القاعدة» فرع شبه القارة الهندية، في المنطقة القبلية الباكستانية أواخر العام الماضي.
من جهة أخرى، قال عضو المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان محمد إسماعيل قاسميار إن الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» اتفقتا على جولة جديدة من الحوار يومي 30 و31 الشهر الجاري، ولم يُحسم بعد مكان المفاوضات، مرجّحاً أن تستضيفها الصين التي ترعى تلك العملية.
ورجّح قاسميار أن تُعقد «الجولة الثانية في أورومتشي عاصمة إقليم شينغيانغ في أقصى غرب الصين.
وعلى رغم موافقة الحكومة الأفغانية و «طالبان» على استئناف الحوار بينهما، إلا أن كلاًّ منهما يواجه صعوبات داخلية في تسويق المحادثات. فالحركة وضعت شروطاً في الجولة الأولى، بينها عدم القبول بأي تدخُّل أو وجود أجنبي على الأراضي الأفغانية، ما يعني إلغاء الاتفاق الأمني بين كابول والإدارة الأميركية.
كما طالب وفد «طالبان» بأن تكون الشريعة الإسلامية مرجعية في كل الأمور في أفغانستان، ما يعني نسف الدستور الأفغاني.
وتجد «طالبان» صعوبة في تسويق توجُّهها إلى الحوار مع كابول، بعد 14 سنة من الرفض بحجة أن الحكومة أتى بها الاحتلال الأجنبي لأفغانستان. وبدأت عناصر من الحركة الانضمام إلى تنظيم «داعش» في ولاية خراسان، ما يزيد تعقيد المسألة لدى قيادة «طالبان»، والحفاظ على وحدة الحركة.