وفي النتائج الرئيسية للمسح السنوي للخشخاش في أفغانستان الذي يجريه مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، قال المكتب إن إجمالي مساحة الأرض المخصصة لزراعة الخشخاش زادت 10 في المئة في 2016 إلى 497 ألف فدان.

وقال المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة يوري فيدوتوف إن “المسح يظهر تغيرا مثيرا للقلق في اتجاه الجهود الرامية إلى مكافحة المشكلة المستمرة المتعلقة بالمخدرات وتأثيرها على النمو والصحة والأمن”.

وساهم عدم إحكام سيطرة الحكومة على الأمن في مناطق كثيرة في انهيار جهود إبادة الخشخاش وهي طريقة أيدتها الولايات المتحدة بعد أن قادت غزوا لأفغانستان عام 2001 عندما كانت تحت حكم طالبان.

وقال التقرير إن زراعة الخشخاش امتدت أيضا إلى مناطق جديدة مع تراجع عدد الأقاليم الخالية من الخشخاش من 14 إلى 13 من إجمالي 34 إقليما.

وبين التقرير أن المساحة الإجمالية لهذه الزراعات أصبحت 201 ألف هكتار، ومن المتوقع أن يزداد إنتاج الأفيون بنسبة 43 في المئة ليصل إلى 4600 طن في مقابل 3300 طن في العام 2015. ووضح أن أسباب هذه الزيادة هي الظروف المناخية الأفضل.

وقالت الوزيرة الأفغانية لمكافحة المخدرات سلامات عظيمي إن “السبب الرئيس لهذا الارتفاع هو انعدام الأمن ونقص الأموال المخصصة للقضاء على هذه المزروعات”.

وقال مسؤول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في كابول أندريه أفيتيسيان “من المقلق رؤية زراعة الخشخاش تتوسع في ولايات الشمال بعد أن كانت شبه غائبة عنها سابقاً”. وأشار إلى تراجع طفيف “مشجع” في بعض الولايات الجنوبية لا سيما 7 في المئة في هلمند التي تعد أول منتج عالمي.

ويزرع 93 في المئة من الخشخاش في جنوب البلاد، وتعتبر ولاية هلمند الحدودية مع باكستان إحدى أكثر مناطق البلاد اضطراباً إذ تتعرض لهجمات متواصلة من حركة طالبان التي تفرض الضرائب على مزارعي الخشخاش لتمويل عملياتها. وأشار نائب وزير الداخلية الجنرال باز محمد أحمدي المكلف مكافحة المخدرات إلى أن “غالبية الحروب في أفغانستان تمولها زراعة الخشخاش. فأينما وجد الخشخاش في أفغانستان توجد معارك”.

وفي عام 2015 تراجعت للمرة الأولى في غضون ست سنوات زراعة الخشخاش في أفغانستان بنسبة 20 في المئة، في حين انخفض إنتاج الأفيون إلى النصف، وهذا ما شكل انتصاراً نسبياً عزته الأمم المتحدة إلى الظروف المناخية غير المؤاتية.