العربیه

الهيكلة الهندسيّة للانتخابات الأمريكيّة

احتدمت إثارة الانتخابات الأمريكيّة مع أقتراب يوم التصويت. حيث يستخدم كلٌّ من المرشّحين عن الحزبَين جميع الأساليب المتاحة لتشويه وشجب صورة المرشح الآخر والأخلاق هي آخر شيء يتبادر إلى أذهان المرشحَين في هذه المنافسة.

الحقيقة هي أن الأخلاق حلقة مفقودة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

فقد استخدمت هيلاري كلينتون، مرشّحة الحزب الديمقراطيّ، في المناظرة الانتخابيّة كلمات بذيئة ومسيئة إلى منافسها.
(http://en.institutomanquehue.org/publications/news/did-hillary-clinton-mutter-donald-trump-debخخate.html)

في حين أنّ مئات الملايين في جميع أصقاع العالم يشاهدون المناظرات بحيث لا يخلق هذا الموضوع أيّ أثرٍ من الحياء في كيان المرشحة الديمقراطيّة هذه.
http://en.institutomanquehue.org/publications/news/christian-right-leader-hillary-clinton-hostile-biblical-christianity.html

حتى أن الزعماء الدينيين في أمريكا يعتقدون أنّ كلينتون ليس لديها الكفاءات اللازمة لتكون رئيسة لبلد مثل أمريكا الذي تتمتّع التركيبّة السكانية الغالبة فيه بمعتقدات دينيّة راسخة.

http://en.institutomanquehue.org/publications/news/as-first-lady-melania-trump-wants-to-save-you-from-her-husband.html

من ناحيةٍ أخرى، فإنّ دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، ليس أفضل حالاً. حيث أنّ الشذوذ الجنسي والمعتقدات العنفوانيّة ضدّ المرأة لم يكن صادماً للمرأة فقط وإنّما للرجال الأمريكيّين أيضاً.
http://en.institutomanquehue.org/publications/news/christian-right-leader-hillary-clinton-hostile-biblical-christianity.html

استخدام الكلمات العنيفة لخطاب الجماعات والفئات المختلفة، خصوصاً في الشبكات الاجتماعية، دفع الأسر الأمريكيّة لعدم السماح لأطفالهم ويافعيهم بمتابعة ترامب وخطاباته على الشبكات الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عدد النساء اللواتي يتّهمن ترامب بالتحرش الجنسي واغتصابهنّ في ارتفاعٍ مستمر حيث يزداد أشخاص هذه القائمة. كما انتشر فيديو عن ترامب قد أدلى فيه بكلمات بذيئة ومسيئة ضد النساء.

وقال المرشح الجمهوري سعياً منه لتبرير موقفه إزاء هذه الكلمات بأنّها متعلقة بالخصوصية الشخصيّة. في حين كان من المتوقع أنّ يكون هذا الفيديو الطلقة النهائيّة على المرشح الجمهوري، بيد أنّه لم يُحدث تغييرات جوهرية في نتائج الاستطلاعات. يُقال إنّ الاستغلال الجنسي للنساء لم يكن له تأثير كبير على آراء النساء بالنسبة للمرشح ترامب.

كان لهذه المعلومات، التي تسرّب بعضها إلى الصحافة عبر المرشح المنافس والبعض الآخر عبر مصادر أخرى ولا سيما عن طريق موقع ويكيليكس، تأثير طفيف على توجيه الرأي العام بالنسبة للمرشّحَين والانتخابات. يرتبط هذا الموضوع أكثر من كونه مرتبط بعامّة الناس، بالنظام الإداري والإمبراطوريّ لوسائل الإعلام الأمريكية.

http://en.institutomanquehue.org/publications/news/list-women-accused-donald-trump-of-sexual-assault.html)

كتب جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، تعقيباً على مزاعم التزوير الانتخابي من قِبل المرشح الجمهوري: “لا يوجد شيء باسم «الانتخابات الأمريكيّة». يوجد فقط نوعٌ من ترسيخ الهوة. الهندسة في الانتخابات الأوليّة، هي هندسة إعلاميّة، والمرشّحان «الصاخبان» هما هندسة كلّ شيء يقدّم هذا الرسوخ”.

ليس خفيّاً على أحد هذه الحقيقة بأنّ ترامب لم يكن يوضّح موضوع التزوير في الانتخابات من أجل الحفاظ على رأي الناس أو إقامة القانون. كلام ترامب مرتكز على أنّه «سيقبل نتيجة الانتخابات في حال كان الفائز بها» وهذا أشبه بالسخرية من كونه كلام رئيس جمهور دولة بالقوة.

ما سعى أسانج لتوضيحه عو هذه النقطة أنّ التزوير قائم على مستوى أعلى من الصندوق والتصويت في أمريكا. تمّت هندسة جميع الهيكلات السياسيّة والإداريّة في أمريكا بشكلٍ مخادع والناس لا ينتخبون؛ في الواقع تتمّ هندسة الناس لانتخاب شخصٍ ما. تجلّت هذه الحقيقة الخفيّة إثر التوجيه العام بشأن الانتخابات على الرغم من وجود جميع المعلومات التي أزاحت الستار عن فساد كِلا المرشّحَين في وسائل الإعلام العامّة.

ربّما يمكن القول أنّ هذه الحقيقة التي خدعت وهندست وسائل الإعلام والهيكلة السياسيّة في أمريكا هي المفتاح الرئيسيّ للإجابة عن أسئلة متعدّدة بشأن عملية الانتخابات القائمة في أمريكا.

المصدر: http://en.institutomanquehue.org/publications/

Author

Exit mobile version