العربیه

الموصل – حلب.. المعركة واحدة

منذ سنوات عديدة شكلت الجغرافية العراقية – السورية خارطة تواجد التنظيمات الإرهابية ومع مرور الوقت تقلصت المساحات الجغرافية التي تسيطر عليها هذه التنظيمات ووصلت اليوم إلى مرحلة إنهاء وجودها سواء في العراق عبر معركة الموصل الحاسمة، أو في المحور السوري الذي تتقدم فيه القوات الحكومية والموالية لها في محاور عديدة وخاصة محور مدينة حلب ذات البعد الدولي والمؤثر جدا في إنهاء الإرهاب.

وبالتالي يمكننا القول إن محور الموصل – حلب بات اليوم خطا واحدا بهدف واحد يتمثل بالقضاء على الإرهاب بكل أنواعه وقبره في مكانه، وبحكم الخارطة الجغرافية وطبيعة هاتين المدينتين نجد أن الصراع مع القوى الإرهابية المتمثلة بتنظيم «داعش» يتحول الى صراع اليوم مع بعض القوى ألإقليمية وفي مقدمتها تركيا التي تحاول أن تدخل على الخط من أجل تحقيق استعادة الماضي العثماني.

إن ما يجري اليوم من محاولات وتصريحات إقليمية يؤكد لنا بما لا يقبل الشك أن تنظيم «داعش» مدعوم من هذه الدول وإن هذا التنظيم عبارة عن مرتزقة يقاتلون نيابة عن دول ظلت تمارس هذا الدور في أكثر من محور لأكثر من غاية.

لعل البعض كان يشكك في تبعية التنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها ويدعمها، لكننا اليوم نجد من يحاول فرض أجندات جديدة وخرائط هي الأخرى لا تبتعد كثيرا عن طروحات وخرائط تنظيم «داعش» الإرهابي وهذه الخرائط مخصصة لمرحلة ما بعد القضاء على «داعش» وتشمل بالتحديد الموصل وحلب وقد تلحق بهما مناطق أخرى.

الموقف الدولي ممثلا بأميركا وروسيا يكاد يتفق على وحدة الأراضي العراقية والسورية، لكن في الجانب الميداني نجد أن واشنطن تمسك العصا من الوسط فهي مع وحدة الأراضي العراقية لكنها في الوقت نفسه تغض النظر عن التدخلات العسكرية الخارجية خاصة التركية داخل الأراضي العراقية، بالمقابل أميركا لها يد في الكثير من المشاريع التي يتم طرحها وفي مقدمتها مشاريع التقسيم حتى وإن كانت في إطار الدولة الاتحادية (أقاليم) وهذه المشاريع باتت اليوم تطرح بقوة كلما تقدمت القوات للإمام في معركة تحرير الموصل، ولعل المتابع اللبيب يجد أن مع تحرير كل قرية وناحية في الموصل تبرز تصريحات جديدة وتطرح خرائط جديدة، وهذه الحالة ليست مقتصرة على العراق فقط، بل في القضية السورية تطرح المشاريع مما يؤكد للجميع أن الأيادي الخفية سابقا العلنية حاليا هي من تحرك القوى الإرهابية في سوريا والعراق.

لم تعد هنالك خفايا، فالجميع طرح نواياه بشكل علني بعد أن أدرك من أدرك أن عصابات «داعش» تعيش أيامها الأخيرة وإن حلم (دولة الخلافة) تبخر، وبات البعض يلعب اليوم آخر أوراقه رغم أنها أوراق محترقه إلا إنه يراهن على ما تبقى فيها من رماد يذر في العيون التي ظلت تترقب نهاية حتمية لأولئك الذين عبثوا في كل شيء في بلدان تتطلع لحياة حرة كريمة.

Author

Exit mobile version