العربیه

أسم مكتب طالبان بأمارة أسلامية يثير الشكوك ويقلق الشعب الأفغاني

أسم أمارة على مكتب طالبان في الدوحة يثير الشكوك

تقرير وكالة انباء الشرق الأوسط افغانستان

ما زال اللغط حول الوضع القانوني للمكتب الذي افتتحته حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية يسدل بظلاله على الجهود التي تبذل لإطلاق مفاوضات السلام في الدوحة.

وقامت طالبان، بعد تعرضها لتوبيخ من السلطات القطرية، بازالة لافتة كانت مرفوعة على المكتب تعرفه بأنه “المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية” كما أزالت علم الحركة، ولكنها سرعان ما رفعت علما جديدا على سارية أقصر.

وكانت الحكومة الأفغانية قد عبرت عن “غضبها الشديد” من الأسلوب الذي تدار به المفاوضات التي كان الأمريكيون يطالبون بها منذ أمد بعيد.

ولكن كابول قالت إن “مبادئ قد انتهكت” في الترتيب للمفاوضات، واتهمت وزارة الخارجية الأفغانية الأمريكيين بالتصرف بسوء نية.

وجاء في تصريح أصدرته الوزارة “ان الطريقة التي افتتح بها المكتب (مكتب طالبان بالدوحة) تعتبر انتهاكا واضحا للمبادئ والمرجعيات التي اتفقنا عليها مع الحكومة الأمريكية.”

وأضافت الوزارة في تصريحها أن طالبان تصور المكتب وكأنه سفارة، وهو أمر لا يمكن لكابول أن ترضى به.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد طمأن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بأن اللافتة والعلم المذكورين سيزالان، ولكن المسؤولين الأفغان قالوا إن ذلك لا يكفي.

ويقال إن المكتب الذي افتتح رسميا الثلاثاء يؤكد بأن حركة طالبان ليست مجرد فصيل محارب فحسب بل أصبحت له ذراعا سياسية.

ويعتبر هذا الخلاف مؤشرا إلى الصعوبات التي تخيط بالعملية التفاوضية.

و إن حركة طالبان متعطشة للحصول على شرعية، وهي تعتبر مجرد افتتاح المكتب في العاصمة القطرية انجازا كبيرا.

من جانبها، تشعر الحكومة الأفغانية إن موافقتها على المشاركة في المفاوضات لم ينل التقدير الكافي، حسبما أفاد مراسلنا.

وكان الرئيس كرزاي قد قال الأربعاء إن المفاوضين الأفغان سيقاطعون مفاوضات الدوحة حتى توافق من وصفها “بالقوى الكبرى” على أن تدار العملية السلمية من قبل الأفغان أنفسهم.

كما علق الرئيس الأفغاني المحادثات الأمنية الجارية مع الولايات المتحدة، وهي المحادثات الساعية إلى بلورة إطار قانوني للوجود الأمريكي في أفغانستان عقب انسحاب القوات الغربية من البلاد عام 2014.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في التصريح الذي أصدرته الخميس “إن الحكومة الأفغانية لن تسمح أبدا لأعداء أفغانستان باختطاف العملية السلمية من أجل تحقيق غاياتهم الدنيئة التي أخفقوا في تحقيقها في ساحة المعركة.”

ومضت الوزارة للقول “إذا امتثل مكتب طالبان في الدوحة بالتأكيدات الخطية التي استلمناها من الحكومة الأمريكية، فإن الحكومة الأفغانية ستعيد النظر في موقفها حول المحادثات مع الولايات المتحدة.”

وفي تطور منفصل، قال ناطق بإسم حركة طالبان في الدوحة لوكالة أسوشييتيد برس إن مسلحي الحركة مستعدون لمبادلة الجندي الأمريكي الذي أسروه عام 2009 بخمسة من كبار قادة الحركة يحتجزم الأمريكيون في سجن غوانتانامو.

وكان من المتوقع أن يجري أول اجتماع بين ممثلي الحركة والولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة، ولكنه من غير المعلوم الآن ماهية الدور الذي سيلعبه المسؤولون الأفغان في العملية.

وكان قد سبق للأمريكيين أن إجتمعوا بطالبان في الدوحة سرا عام 2011، ولكن المفاوضات المقبلة ستكون أول لقاء علني بين الجانبين المتحاربين.

Author

Exit mobile version